هل يكرهك العاملون لديك سراً وما العمل إزاء ذلك؟
هل تعتقد بأنك تقوم بالكثير لإبقاءالعاملين لديك سعداء؟ربما ولكن هناك احتمال كبيرألا يكون طاقم العمل لديك متحمساً كما تعتقد،وللإجابة على هذه التساؤلات قامت شركة سفيريون وهي شركة للتوظيف بإجراءدراسة كانت نتيجتهاأن هناك الكثير من المسائل التي يختلف فيهارأي أصحاب العمل عن رأي العاملين مما قد يؤدي إلى توتر العلاقات في مكان العمل.
تقول ساندي مازوررئيسة قسم لدى شركة سفيريون:"أن لكل طرف وجهة نظره المختلفة ممايؤدي إلى علاقة متفككة وممزقة".
وقد وجدت دراسة للقوى العاملة تم إجراؤها في النصف الأول من العام الحالي 2015،أنه على الرغم من أهمية توفير المزيد من المرونة والتوازن بين العمل والمعيشة،إلا أن الاهتمام الرئيسي لأرباب العمل هو مصلحة العمل الأساسية فقط.
وحين يصل الأمر إلى الاحتفاظ بالعاملين،يعتقد المدراء أن جوالإدارة وثقافة الشركة هما الأهم لإرضاء العاملين،إلاأن العاملين يعتقدون أن التعويض المادي وزيادة قيمةالمكاسب المالية من الإكراميات أوجوائز التقدير هي الأكثر أهمية من أجل الحفاظ على العاملين.
ولكن ليست السياسات فقط هي التي تحدث صدعاً بين الرؤوساءوالمرؤوسين تقول روزالينداأوروبيزاراندال وهي خبيرةاتيكيت ومؤلفة كتاب "لا تتجشأ في قاعةالاجتماعات:دليلك في معالجة الفوضى غيرالمألوفة في مقرات العمل العادية "الذي صدر عام 2014،تقول:(إن الطريقة السيئة في الإدارة وغياب الاحترام أوالتفهم يمكن أيضاًأن يضر بالعلاقة بين العاملين ورؤساؤهم، لأنه عندمالا يشعر الموظف بأهميته وقيمته في مكان العمل، فإن ذلك يمكنه أن يسبب التفكك والشعور باللامبالاة تجاه عمله وزملائه ورؤسائه).
إن غياب التواصل الإيجابي بين الطرفين سيسبب المزيد من الضرر، فإذا كانت علاقتك المهنية مع رئيسك أو مديرك تسبب الخلاف يومياً فإن أفضل طريقة هي مواجهة المشكلة مباشرة , وإليك بعض الأفكار الأساسية التي تساعدك في إعادة علاقتك في مقر العمل إلى مسارها الصحيح :
دور الموظف:
إن الخطوة الأولى في تصحيح العلاقة السيئة مع المدير هي في اكتشاف الطريقة المناسبة للتعامل معه، فقد لاحظت أوروبيزا راندال أن ذلك قد يكون أصعب إذا كان المدير يرزح تحت ضغوطات متزايدة في العمل أو إذا لم تكن سياسته هي سياسة الباب المفتوح، و لكن وبغض النظر عن طريقته في التواصل سيكون من الأفضل اللجوء إلى الهدوء والمهنية عند التطرق إلى موضوع حساس .
إذا كانت المشاكل مع الرئيس تتعلق بسياسة الشركة فإن ساندي مازور تنصح بتوثيق الأمور التي تقلقك ثم دراستها والتفكيربها من وجهة نظر صاحب العمل قبل عرضها للمناقشة .
و تضيف مازور أنه إذا تم تعليق ساعات الراحة في الصيف لأن الشركة خسرت زبوناً كبيراً أو إذا كانت برامج التنقل البعيد قد قلصت لأن الشركة تريد مزيداً من الوقت في اللقاءات المباشرة أو إذا لم يحصل العاملون على زيادة في الرواتب في كل مقرات الشركة بسبب تخفيض الميزانية فإن العاملين الذين يدركون الدوافع وراء البرامج التي تم إحداثها أو عدم وجودها يمكنهم من المقاربة للوضع بشكل دبلوماسي و مسؤول يظهر القلق على مصالح كل من في الشركة و العمال كذلك .
ويشجع بيل بيبلروهو شريك في الإدارة لدى شركة كافاليرو للتوظيف العاملين على التطرق إلى المشاكل مع رؤوسائهم ومساعديهم بطريقة مهنية ومحترمة، ويضيف بيبلرموضحاً : " أنه من الأفضل أن يكون لدى الموظف مقترح لحل المشكلة موضوع البحث لأن ذلك سيكون أكثر من شرح المشكلة الأمر الذي قد يعتبره المدير على أنه جلسة للشكوى فقط".
وتنصح راندال أنه حين يتحدث المرؤوس إلى رئيسه لابد له أن يضع في الاعتبار استخدام صيغة المفرد ( أنا ) بدلاً من صيغة المخاطب ( أنت أو أنتم ) وذلك بهدف تفادي إشارات الأصابع مثلاً يمكن لعبارة مثل (يقلقني أنه..) أو (أشعر بذلك عندما..)أن تكون أكثر فعالية وأكثر مهنية من عبارة ( يجعلونني أشعر..)التي تبدو وكأن الموظف يحاول إبعاد اللوم عنه، كما لابد للموظف أن يكون على استعداد لدعم اقواله حول ما يقلقه وأن يقدم بعض البراهين التي تثبت بأنه قد قام بكل ما يمكنه لتصحيح المشكلة بنفسه قبل التحدث مع مديره عنها.
دور الرؤوساء أو المدراء :
إذا كان لدى الموظف أية مشكلة معك كمديرأو مع طريقتك في الإدارة، فقد يتردد بالتحدث معك مباشرة ، ولكن عندما يتقدم إليك في نهاية الأمر للحديث عن تلك المشكلة عندها تكون مسؤوليتك – كمدير–أن تفعل شيئاً حيال ذلك.
تقول مازور:( أنه في أغلب الأحيان لا يكون المدراء على صلة أو دراية بالأمورالتي قد يعاني منها الموظفون، لذلك متى قام أحدالعاملين بالتحدث مع مديره حول مشكلة ما أو شيء يقلقه، فإن المسؤولية تقع على المدير من أجل حلها بأفضل ما يمكنه،وقديكون ذلك بإعطاءإجابة صادقة أو إيجاد حل وسط مناسب أو القيام بتغيير ما لذلك العامل،بالرغم من أنه قد يبدو للمدير أحياناً أن العامل يشتكي فقط لغايات الشكوى ،إلا أنه من الضروري الاستماع و التحلي بالصبر).
إن المسائل التي يثيرها العاملون أمام مدرائهم عادة ما تكون صحيحة و كما لاحظت راندل أنه من الضروري أن يقوم المدراء بطلب معلومات دورية من العاملين لديهم والتي تتضمن توضيحاً لرأي العامل أو الموظف،لأن الموظفين في نهاية المطاف هم بمثابة العين والأذن للمدراء على أرض الواقع، لأنهم يمتلكون المعلومات الكاملة عما يدور في موقع العمل لذلك فإن بإمكانهم مساعدة المدير أفضل من أي جهة أخرى.
دورالجميع :
تتعرض جميع مواقع العمل في بعض الأوقات إلى عواصف قوية تسوءخلالهاالعلاقات بين جميع الأطراف،ولكنإذاالتزم كل من في الشركة بالتروي، فإن ذلك علىالأغلب لن يؤثر على الإنتاجية ويؤدي لى الاحتفاظ بالموظفين حتى انتهاءالعاصفة.
يجب أن يكون هدف كل من الرؤساءوالمرؤوسين بناءعلاقة قوية أساسها الثقةوالاحترام المتبادلين، فإذا تم بذل الجهد من كلا الطرفين من أجل استثمار وتعزيزهذه العلاقةالايجابيةعندها سيكون الرئيس والمرؤوس مرتبطين ومتوافقين فيمايتعلق بالأهداف والأغراض والتوقعات.
تساهمالعلاقة المتينة بين الرؤوساءوالمرؤوسين في تحقيق فوائد بعيدة المدى لصاحب العمل، كماأن الموظفين الذين يشعرون بالارتياح سيكونون أكثر التزاماً واندفاعاً وإنتاجية.