هل يستفيد الأطفال من صفوف الروضة؟
أظهرت نتائج دراسة لباحثين من جامعة مونتريال أن أطفال العائلات ذات الدخل المتدني الذي حصلوا على تعليم مكثف في وقت مبكر من الحياة يعاملون الآخرين بمستويات عالية من الانصاف وهم في منتصف العمر، اي بعد أكثر من 40 عاما، حتى عندما يتسبب سلوكهم هذا بتكلفة شخصية عالية. ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة Nature Communications ان الدراسة الممتدة شملت 78 شخصا، شاركوا في ألعاب تتضمن تقسيماً للنقود بين المشاركين، ومصممة لقياس مدى الالتزام بالمعايير الاجتماعية وعمليات اتخاذ القرارات الاجتماعية. وقد لوحظ أن المشاركين الذين تلقوا تعليما مكثفا عندما كانوا أطفالا في السبعينات من القرن الماضي، بما في ذلك التحفيز المعرفي والاجتماعي، كانوا ميالين إلى قبول عروض متساوية بصورة عامة. وكانوا يرفضون العروض غير المنصفة بالرغم من فائدتها لهم. كما لوحظت اختلافات في استراتيجيات صنع القرار الاجتماعي بين المشاركين، فالذين تلقوا تعليماً مبكراً كانوا حساسين للغاية لعدم المساواة، سواء كان ذلك لصالحهم أو كان سيتسبب بضرر لهم. وانهم وضعوا قيمة أكبر للفوائد طويلة الأجل لتعزيز المعايير الاجتماعية مقابل الفوائد قصيرة الأجل لتحقيق مكاسب شخصية.
ويقول الباحثون ان الدراسة أظهرت أن الاستثمار في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، بخاصة في تعليم الأطفال الضعاف من الأسر ذات الدخل المتدني، يمكن أن يؤدي الى تأثيرات طويلة المدى في صنع القرار حتى بعد عقود من الخبرة التعليمية.