هل يستفيد الأطفال من الرحلات المدرسية؟
أظهرت نتائج دراسة لعلماء من جامعة أوهايوستيت أن تجارب التعلم في العالم الحقيقي، مثل المعسكرات الصيفية، يمكن أن تحسّن من معرفة الأطفال بصورة كبيرة في غضون أيام قليلة فقط. ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Journal of Experimental Child Psychology انهم لاحظوا أن الأطفال في عمر 4 – 9 سنوات، يعرفون المزيد عن كيفية تصنيف الحيوانات بعد اشتراكهم في مخيم صيفي في حديقة حيوان لمدة أربعة أيام فقط. وقد لاحظ العلماء أن الأطفال الذين شاركوا في المخيم، لم يعرفوا فقط المزيد من الحقائق عن الحيوانات، بل حسنّت مشاركتهم هذه من قدرتهم على تنظيم المعلومات المكتسبة. وهو مكوّن أساسي في عملية التعلم. مما يدل على أن تنظيم المعرفة لا يتطلب سنوات لكي يحدث، بل يمكن أن يحدث بتجربة تعلم طبيعية قصيرة. أي أن امكانات برامج العالم الحقيقي، مثل المعسكرات الصيفية، ليست مجرد أنشطة ترفيهية.
هذه الدراسة واحدة من أولى الدراسات التي توضح كيف يمكن للتغييرات في تنظيم المعرفة لدى الأطفال أن تحدث بسرعة. اشتملت الدراسة على 28 طفلا شاركوا في مخيم صيفي في حديقة حيوان لمدة أربعة أيام، وجرى مقارنتهم مع 32 طفلا شاركوا في مخيم صيفي مجاور لم يكن في حديقة حيوان، ولم يشاهد الأطفال فيه حيوانات. وفي بداية ونهاية كل مخيم، تعرض الأطفال لاختبارين مختلفين لقياس مدى فهمهم للاختلافات بين الثدييات والطيور والزواحف. اشتمل مخيم حديقة الحيوان على دروس وتفاعلات مع حيوانات محفوظة وحية، وجولات في حديقة الحيوان وألعاب وحفلات حرفية. لكن معظم ما تعرض له الأطفال لم يكن موجها نحو تعليم صريح لهم عن تصنيف الحيوانات. لذلك لم يكن الأطفال يتحدثون كثيرا عن الاختلافات بين الثدييات والطيور والزواحف. ويقول العلماء أن أطفال مخيم حديقة الحيوان اكتسبوا مهارات في تنظيم المعرفة عن الحيوانات وليس حقائق مجردة عنها فقط. فمثلا، لم يتعلم الأطفال حقائق مجزأة مثل ان النعامة من الطيور. لكن تعلموا كيف أن الطيور المختلفة مثل النعام والبط ترتبط ببعضها، حتى عندما تبدو مختلفة، أو تعيش في مواطن مختلفة. وتعلموا كيف تختلف الطيور عن الثدييات والزواحف.