هل يجب أن يشمل الامتحان كل المادة الدراسية؟
أظهرت نتائج دراسة لباحثين من جامعة بريتش كولومبيا أن المعلمين ليسوا مضطرين للسؤال عن كل ما يودون أن يتذكره الطلبة طالما أن المعرفة التي يحرصون على تذكرها تتوافق مع بعضها بشكل جيد، وان أسئلة الاختبار يتم اختيارها بشكل جيد أيضاً. ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة Advances in Health Education ان نتائج الدراسة تضيف مزيداً من التأكيد على يسمى ظاهرة التعلم المعزز بالاسترجاع، وتقترح طريقة فاعلة في تقوية ذاكرة الطلبة عن المعرفة الجديدة دون الحاجة الى تعريضهم لاجهاد التقييم.
طلب الباحثون الى 150 طالباً في السنة الثانية من كلية الصيدلة دراسة ملف بور بوينت من 67 شريحة حول المنعكس المريئي الارتجاعي ومرض القرحة الهضمية، وهو موضوع يرتبط بدراستهم، لكن لم يتعرضوا له بعد في دراستهم. وقد طلبوا الى مجموعة منهم دراسة الشرائح لمدة 30 دقيقة ليتم اختبارهم فيها بعد أسبوعين. وطلب الى مجموعة أخرى دراستها لمدة 20 دقيقة، مع تخصيص 10 دقائق لاجراء اختبار فيها يتكوّن من 10 أسئلة. بعد أسبوعين، أجري اختبار للمجموعتين يتضمن الأسئلة العشرة الأساسية، بالاضافة الى 10 أسئلة حول الشرائح، و 10 أسئلة حول علم وظائف الأعضاء وخصائصها الأساسية، وهي مادة لم تغطها الشرائح. وكانت معظم الأسئلة من نمط الاختيار من متعدد. أظهرت النتائج أن المجموعة التي أجرت الاختبار الأولي قبل اسبوعين كانت أفضل بنسبة 22% بالنسبة للأسئلة التي تكررت في الاختبار، وأفضل بنسبة 19% بالنسبة للأسئلة الأخرى المرتبطة بالشرائح، بالرغم من عدم ورودها في الاختبار الأول. يقترح الباحثون في ضوء النتائج أن المعرفة في أي مبحث لا يجب اختبارها ليتم تذكرها، إذا كانت مرتبطة بشكل وثيق مع المعرفة التي يتم اختبارها. ويقولوا ان الأدلة المتراكمة على التعلم المعزز بالاسترجاع قادت بعض المعلمين الى التأكيد على أن الاختبار الشامل يمثل أفضل طريقة لجعل الطلبة يتذكرون المعرفة. لكن ذلك قد يؤدي الى تضييع وقت الطلبة بالإمتحانات، إضافة الى الضغوط والاجهاد الذي يتعرضون له. ويضيف الباحثون انه لتحقيق أقصى حد من فاعلية التعلم، يجب دمج محتوى المادة الدراسية بشكل جيد. ويجب التعامل مع كل جزء فيها كجزء من مجموعة مترابطة، وليس كمجموعة من التفاصيل غير المتصلة بالأجزاء الأخرى.