ماهي حقيقة العلاقة بين فيتامين ( د ) ومرض السرطان؟
يساعد الفيتامين (د) على بناء عظام سليمة، ولكن ليس هذا كل ما يستطيع عمله. تشير معلومات حديثة إلى فوائد محتملة أخرى، منها تفادي الاختلال العقلي والحماية من بعض أنواع السرطان كسرطان القولون والثدي.
هل الدليل قوي؟ في دراسة حديثة نشرت في مجلة جاما، اختارت جوان لاب من جامعة كريتون للتمريض وزملاؤها، اختارت عشوائياً حوالي 2300 امرأة ممن مروا بمرحلة انقطاع الطمث وأعطتهن جرعات عالية من فيتامين (د) أو دواء وهمي. وقامت بتتبع النساء على مدار أربع سنوات وبحثت عن أي تشخيص للسرطان.
لم يكن هناك أي اختلاف في مستويات السرطان بين المجموعتين، ولكن تقول لاب أن هذا لا يعني أن الفيتامين (د) ليس له أي تأثير على السرطان. تقول لاب بأن النساء في الدراسة كن يملكن أصلاً مستويات مرتفعة من فيتامين (د) في الدم، أعلى من 80% من معظم البالغين الأميركيين. كانت معظم النساء في الدراسة، حتى مجموعة الدواء الوهمي، يتناولن فيتامين (د) أو مكملات الكالسيوم ليحمين عظامهن ويمنعن السقطات والكسور. هذا يعني أنه قد لا يكون هناك الكثير من الفرق في مستويات السرطان بين المجموعة التي تناولت الدواء الوهمي والنساء اللواتي تناولن الجرعات المرتفعة من مكملات الفيتامين (د).
أظهرت التجارب على الحيوانات مجموعة من الطرق التي يمكن أن يعمل بها الفيتامين (د) ضد السرطان، حيث يحفز الفيتامين جهاز المناعة الذي يمكن بدوره تفعيله لاستهداف الخلايا السرطانية. يمكن لفيتامين (د) أيضاً أن يحارب الالتهابات والعمليات الأخرى التي يمكن أن تساعد على نمو الورم. تقول لاب" مازلت أعتقد أن جميع الأدلة معاً توحي بقوة بأن الفيتامين (د) له بعض التأثير على خفض خطر السرطان"
ليس الجميع متحمسون، ويعتقد الكثيرون أننا بحاجة للمزيد من الأبحاث قبل اعتبار الفيتامين (د) سلاحاً لمحاربة السرطان. يحتاج السرطان إلى الكثير من السنوات ليظهر، وحتى بالنسبة للأكبر عمراً في هذه الدراسة، فقد يكون من الضروري متابعة طويلة الأمد لرؤية نتائج يمكن الاعتماد عليها بالنسبة لمستويات السرطان.
ولكن ما يتفق عليه أطباء السرطان فعلاً هو حقيقة أن الرابط المحتمل بين الفيتامين (د) والسرطان يستحق البحث. هناك الكثير من الأبحاث التي مازالت جارية وتشمل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يتم إعطاؤهم جرعات عالية من فيتامين (د) أو الدواء الوهمي وتتم متابعتهم من أجل نتائج السرطان وأمراض القلب، وستستمر نتائجهم بإضافة المعلومات إلى المعرفة حيال ما إذا كان يمكن استخدام الفيتامين (د) لمحاربة السرطان.