ماهي العناصر الأساسية لتكوين المجتمع ؟
االإنسانحيوان اجتماعي، فهو يعيش دائماً ضمن جماعات، وتماثله في ذلك بعض المخلوقات الأخرى كالنمل والطيور والقرود التي تعيش أيضاً في جماعات. والمجتمع البشري فريد من نوعه مقارنة بالمجتمعات الأخرى، وذلك من عدة نواح.
ولكي نشرح معنى المجتمع بشكل أوسع، لا بد من دراسة العناصر أو الميزات الأساسية التي تكون المجتمع.
يمتلك المجتمع العناصر التالية:
1- الشبه:
إن تشابه الأفراد في المجموعة هو الأساس الأول للتبادلية بينهم. في بداية الأمر، ربما يكون النسب، القرابة العشائرية، المصلحة العائلية أو الاندماج، سواء كانت كلها افتراضية أو فعلية هي السبب في ترسيخ الشعور بالتشابه بين أفراد المجموعة. إن التشابه معناه التشاركية وهذا ما يعنيه المجتمع.
قد يكون من المستحيل خلق الألفة والصحبة والارتباط من أي نوع أو درجة دون تفهم الواحد للآخر، وهذا الفهم يعتمد على التشابه الذي يدركه الفرد في الآخرين. إن التشابه هو العنصر الأساسي الذي لا بد أنه كان الحافز للشعور الجماعي الذي قرب بين الرجال والنساء والأطفال. فهو الرابط للتبادلية.
2- الوعي المتبادل:
تنتج التبادلية بسبب التشابه. متى أدرك البعض التشابه المشترك، فإنهم بالتأكيد سيبتعدون عمن لا يشبههم. فإن مسألة التشابه والاختلاف ملازمة للتطور الاجتماعي إذ يمكن لمثل هذا الإدراك وحده أن يعطي للتشابه معناه، فكل الحراك الاجتماعي يعتمد على التجاوب المتبادل، وهذا ما يجعل من شعور الجماعة ممكناً.
3- الفوارق:
لا يكون الإحساس بالتشابه كافياً دائماً، فهو لا يؤسس مجتمعاً بمفرده، فيما لا يستبعد التنوع أو الاختلاف. تعتمد البنية الاجتماعية للبشرية على العائلة والتي بدورها تعتمد على الاختلافات البيولوجية بين الجنسين أي الرجال والنساء. إن البنية الاقتصادية للمجتمع تعتمد على توزيع العمل حيث تختلف أو تتباين النشاطات الاقتصادية والمهن. وتزدهر ثقافة المجتمع بوجود الاختلاف في الأفكار والمثل العليا والآراء، فلا يوجد فردان متشابهان في طبيعتهما.
إن المجتمع الذي يعتمد على التشابه أو التماثل فقط محكوم عليه الانحلال في المجتمعات الأكثر عمومية. ستكون الحياة مملة ورتيبة وغير ممتعة بغياب الفوارق، فلا يمكن أن نتصور مجتمعاً يكون فيه جميع الأفراد من الكبار أو من المسنين أو من الشباب. عند إدراك حالة الاختلاط للمجتمع، ستظهر جلية أهمية الاختلافات.
ماهي تبعية الاختلاف للتشابه:
المجتمع يعني التشابه، ولكن عكس الجملة ليس صحيحاً، فالاختلافات ضرورية للمجتمع ولكنها لا تخلق مجتمعاً بمفردها، لذلك فالاختلاف تابع للتشابه.
يخلق التشابه الأساسي والاختلافات الثانوية أعظم القوانين الاجتماعية ألا وهو توزيع العمل. كان هناك آلية لإدارة الخلافات من أجل تسوية الفوارق، ومع ذلك فقد بقيت خاضعة لمصلحة وحدة العمل.
4-الاتكال المتبادل:
إن المجتمع يعني الاتكال المتبادل، وهو عنصر هام آخر من عناصر تكوين المجتمع. لا يمكن للإنسان أن يشبع حاجاته وهو يعيش منعزلاً، فلا يمكنه أن يعيش وحيداً، لأنه يحتاج لمساعدة الآخرين للاستمرار بالحياة. يلبي المجتمع كافة حاجات الأفراد، وهذه الحقيقة للاتكال المتبادل تبدو واضحة جداً في المجتمع الحاضر. ففي وقتنا الحالي لا تعتمد البلدان على بعضها البعض فحسب، بل القارات أيضاً. كذلك الحال بالنسبة للجاليات والجماعات والأمم فهي تعتمد على الاتكال المتبادل.
5- التعاون:
إن التعاون عنصر هام آخر من عناصر تكوين المجتمع، فبدونه لا يمكن للمجتمع أن يوجد. إذا لم يعمل أفراد المجتمع مع بعضهم لتلبية الأهداف المشتركة فلن يتمكنوا من التمتع بحياة سعيدة ومريحة، فالتعاون يمنع التدمير المتبادل ويكون الاقتصاد نتيجة التعاون.
6- الخلاف:
إن الخلاف ظاهرة حاضرة دائماً في كل مجتمع إنساني، فالتعاون وكذلك الخلاف ضروريان لتشكيل المجتمع. يجب أن يتواجد كل منهما مع الآخر في المجتمع السليم. إن الخلاف عملية نضال أوجدت كل شيء.