ما علاقة المنظّفات بتشوهات المواليد؟
أظهرت نتائج دراسة لباحثين من كلية إدوارد فيا للطب التقويمي وكلية فيرجينيا ماريلاند للطب البيطري وجود صلة بين مواد كيميائية منزلية شائعة الاستخدام والعيوب الخلقية عند المواليد. المواد المعروفة باسم مركبات الأمونيوم الرباعية تستخدم غالباً كمعقمات ومواد حافظة في المنتجات المنزلية والشخصية مثل المنظفات ومساحيق الغسيل ومنعمات الأقمشة والشامبو والبلسم وقطرات العين.وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود صلة بين هذه المواد وعيوب خلقية في الأنبوب العصبي لكل من الفئران والجرذان، وهي عيوب تماثل تلك التي تظهر في المواليد عند الإنسان مثل الصلب الأشرم وفقدان الدماغ.
ويقول الباحثون إن هذه المواد تستخدم بكثرة في المنازل والمستشفيات والأماكن العامة وحمامات السباحة، وبالتالي فان معظم الناس يتعرضون لها بشكل منتظم. ويقولوا إن هذه العيوب لوحظت حتى عند تعرض أحد الوالدين لهذه المواد، وحتى عند وجود الحيوانات في نفس الغرفة التي تستخدم فيها هذه المواد. كما لوحظت في جيلين من القوارض بعد توقف تعرضها لها.
ويوضح الباحثون في تقرير نشرته مجلة Birth Defects Research ان دراسات سابقة لهم كانت أظهرت أن التعرض لهذه المواد أدى إلى انخفاض معدلات الإنجاب عند الفئران، وانخفاض في أعداد الحيوانات المنوية عند الذكور والاباضة عند الإناث، وهذا ما يرفع من احتمالية ارتباط هذه المواد بزيادة معدلات العقم عند الإنسان في العقود الأخيرة. ويشيروا الى أن مركبات الأمونيوم الرباعية أدخلت في تصنيع المنتجات المنزلية المشار إليها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي قبل تنظيم دراسات السمّية. وان بعض مصنّعي المواد الكيميائية أجروا بعض الدراسات على سميّة هذه المركبات خلال تلك الفترة لكنها لم تنشر أبداً. وحالياً يتم تنظيم هذه المواد من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية. ويقول الباحثون إن هناك حاجة لدراسات وبائية لدراسة تأثير هذه المواد على الإنسان، بخاصة من يتعرضون لها كثيراً مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية والعاملين في المطاعم.