ما علاقة التغيرات الموسمية بالتنوع الحيوي؟
بعد أربع سنوات من دراسة التغيرات الموسمية في البرك في شرق تكساس، توصل علماء بيئة من جامعة رايس إلى إمكانية التنبؤ بكيفية تأثير فقدان التنوع الحيوي على مواطن بيئية محددة. ففي واحدة من الدراسات الأولى من نوعها، أظهر العلماء أن "مرشحات" بيئية قوية، وهي هنا الأسماك المفترسة، تسبب تنوعاً في مجتمعات حشرات اليعسوب وما يشابهها من سنة إلى أخرى ومن فصل الى آخر.
ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Ecology Letters أن آلاف أنواع الكائنات الحية تصبح منقرضة كل سنة، والمعدل آخذ في التزايد. ويكافح العلماء للتنبؤ بعواقب فقدان التنوع الحيوي، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم اليقين بشأن أثر التغيرات الطبيعية في تكوين المجتمعات عبر الزمان والمكان. ويقولوا إن التنوع الحيوي يتغير مع مرور الزمن بطرائق مختلفة.
في الدراسة جمع العلماء وحللوا أكثر من 18 ألف من الحشرات والبرمائيات والأسماك في زيارات فصلية من 2011م – 2015م، من 45 بركة في الطبيعة. ويقولوا إن هناك عوامل محددة مفهومة جيداً يمكن أن توثر على الأنواع التي تظهر في البرك، مثل أنواع الأسماك ودرجة حرارة الماء و أنواع الغطاء النباتي وعدد مرات جفاف البركة، لكن في قمة هذه العوامل يأتي التغير الفصلي، فالأنواع تتغير مع الصيف والشتاء، ومع المواسم الجافة والرطبة.
تقترح الدراسة أن الإجهاد البيئي الناجم عن الإفراط في الصيد وصيد الأسماك وفقدان المواطن والتغير المناخي يمكن أن يكون له تأثيرات مختلفة على المواطن مع "المرشحات" أو بدونها. وتؤكد على أهمية أن يراعي علماء البيئة هذه الاختلافات في سعيهم إلى تحديد التنوع الحيوي المتبقي والحفاظ عليه. ويقولوا إن التغيرات المكانية والزمانية المشار إليها مترابطة، وهناك آلية مشتركة تحركها. وفي سياق أوسع فان هذا يعني أنه يمكننا ببساطة استخدام قواعد بسيطة لاستنتاج شئ عن التنوع الحيوي وكيف يتغير مع مرور الوقت والمكان في المواطن البيئية المختلفة.