ما تأثير الأهل السيئين على الأطفال؟
لا يوجد والدان مثاليان، إلا أن بعض السلوكيات قد تكون ذات تأثير سلبي على الأطفال، حيث تواجه العوائق هؤلاء الأطفال بدءاً من عكس صورة ما يرونه في المنزل إلى تخلفهم عن أقرانهم.
سبع طرق يؤثر فيها الأهل السيئون على الأطفال:
- زيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية: يزداد احتمال الإصابة باضطرابات نفسية لدى الأطفال الذين ينشئون في عائلات تتعامل بالإساءة، وذلك وفقاً لدراسة نشرت في مجلة "تطور الطفل" على الرغم من عدم انتشار اضطراب نفسي واحد بشكل خاص، إلا أن أولئك الأطفال معرضون بشكل كبير لكافة أنواع الاضطرابات. كما أن العلاقات الأسرية بما فيها العلاقة بين الأخوة لم تكن بنفس الدفء والمحبة كما في العائلات الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، وحسب دراسة نشرت في مجلة "إساءة وإهمال الطفل" أن الأطفال الذين تعرضوا للإساءة المباشرة كانوا أكثر عرضة من غيرهم للإصابة باضطراب توتر ما بعد الصدمة، ويصح ذلك بشكل خاص بالنسبة للأذى الجنسي، ولكنه يمتد لأشكال الإساءة الأخرى.
- الأداء الضعيف في المدرسة: أن إهمال الطفل أو الفشل في تلبية حاجاته الإنسانية الأساسية قد يكون ذو تأثير كبير على أدائه المدرسي، كما أن الإهمال المبكر بشكل خاص يضر بالطفل إلى حد كبير، مما يحول دون إنشاء علاقات اجتماعية في المدرسة ومن التعلم بنفس المستوى كأقرانه، وأن نتائج هذا الإهمال تسبب ضرراً للطفل بنفس مقدار الضرر الذي تسببه الإساءة المباشرة.
أما الدراسة التي نشرت في مجلة "الإحصائيات السكانية" فقد وجدت أن التنقل الدائم وعدم الاستقرار يسبب ضعف الأداء في المدرسة، وعلى الرغم من أن التنقل المتكرر قد يكون خارجاً عن إرادة الأهل، إلا أن من الضروري الأخذ بعين الاعتبار تأثيره على الطفل قبل القيام بذلك.
- الاكتئاب وعدم احترام الذات: نشرت مجلة "أبحاث المراهقة" دراسة وجدت أن أسلوب الأهل قد يكون له تأثير مباشر على احترام الذات لدى الطفل وقابلية تعرضه للاكتئاب، فإذا كان الأهل من النوع المسيطر، يزداد خطر إصابة الأطفال بالاكتئاب والنظرة السلبية تجاه أنفسهم.
ووجدت دراسة أخرى نشرت في مجلة "الطب النفسي للطفل" أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الجنسي في المنزل ينخفض لديهم مستوى احترام الذات عما هو عليه لدى أقرانهم، وتظهر عليهم علامات الاكتئاب كما تكون نظرتهم سلبية تجاه العلاقات الأسرية.
- العنف ومشاكل سلوكية: إن تعرض الأطفال لمجتمع يغلب عليه العنف يمكن أن يؤدي إلى أن يصبح العنف صفة ذاتية وإلى مشاكل سلوكية لدى الصغار، وذلك حسب دراسة نشرت في مجلة تهتم بالأمراض العقلية عند الناشئة، ووجدت هذه الدراسة أن الاحتمال كبير في أن يظهر الطفل سلوكاً عنيفاً في مرحلة ما قبل المدرسة إذا كان ضحية عنف المجتمع أو العنف في المنزل.
وترى الدراسة التي نشرت في مجلة "العنف الأسري" أن الطفل الذي يشهد ويتعرض للإساءة في المنزل سيعاني من الغضب الذاتي والمشاكل السلوكية أكثر من أقرانه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ما يسمى "دورة الإساءة" حيث ينشأ الأطفال على الإساءة إلى الآخرين بنفس الطريقة التي تمت الإساءة إليهم.
- عدم القدرة على النمو: عندما يعاني الطفل من قصور بالنمو خلال مراحل الطفولة الأولى فإن نموه سيكون أبطأ من الطبيعي، كما سيظهر لديه تأخر بالتطور العقلي ومؤشرات على سوء التغذية، ومرد كل ذلك إلى إهمال الأهل المباشر حيث لا يتلقى الطفل التغذية الملائمة التي تسمح له بالنمو كبقية أقرانه.
ويمكن أن يكون هناك سبب آخر لقصور النمو وهو الإساءة الطبية حيث يخضع الأهل أطفالهم لإجراءات طبية وعلاجات لا لزوم لها، وقد يكون لذلك علاقة بحدوث هذا النوع من الضرر.
- مشاكل مع القانون: إن الأطفال المهملين من قبل والديهم أكثر عرضة للملاحقة القانونية كأحداث، ووجدت دراسة نشرت في مجلة العلوم السلوكية والقانون أنه إذا كانت الأم من الأحداث الجانحين فمن المحتمل كثيراً أن تلد أطفالاً ذوي سلوك معاد للمجتمع وميل لافتعال مشاكل مع القانون.
- ضعف التكيف اجتماعياً: حسب دراسة نشرت في المجلة الأمريكية لطب الأمراض العقلية عند الناشئة، فإن الأبناء الذكور للوالدين اللذين يظهران سلوكاً عنيفاً، يواجهون صعوبة في التكيف اجتماعياً في مرحلة المدرسة. وأن السيطرة والعدائية عند الأهل قد تظهر بمزيد من قلق الأطفال اجتماعياً وكذلك كره أقرانهم لهم.