ما العوامل المؤثرة في كيفية قضاء الأب للوقت مع أطفاله؟
أظهرت نتائج دراسة لباحثين من جامعة نيويورك نشرت في مجلة Journal of Family Issues أن دخل الأب ومعتقداته وعلاقاته في الأسرة تؤثر في كيفية قضائه للوقت مع أطفاله وفي ما يوفره من مال لهم.
ركز الباحثون في دراستهم على عاملين رئيسين يستثمرهما الآباء في أطفالهم: الوقت والمال. وحاولت الإجابة عن أسئلة تتعلق بدور كل من مستوى تعليم الأب ومستوى دخله وعلاقاته في المنزل ونظرته إلى الأبوة في مدى مشاركته لأطفاله، مقاسا بالوقت الذي يقضيه معهم في مجموعة متنوعة من الأنشطة، فضلاً عن الاستثمار المالي.
شملت الدراسة 478 مشاركاً، وتضمنت زيارات منزلية واستبانات. وأظهرت أن موارد الأب، من تعليم ومال، ترتبط بأشكال مختلفة من المشاركة. فالاباء الأكثر تعليماً يمضون وقتاً أطول في تقديم الرعاية والأنشطة المعرفية لأطفالهم، ووقتاً أقل فيما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية. في حين أن آباء الدخل المرتفع كانوا أكثر انخراطاً في أخذ أطفالهم إلى الخدمات الدينية، وأقل انخراطاً فيما يتعلق بالأنشطة غير المتكررة مثل الذهاب الى حديقة الحيوان أو المتاحف.
أظهرت الدراسة أنه بدل أن تنخفض مشاركة الآباء مع زيادة الدخل، فان هذه الزيادة ترتبط إيجاباً ببعض جوانب المشاركة وسلباً بأخرى. ومن ذلك أن توفر الوقت لدى الآباء في عطلة نهاية الأسبوع مقارنة ببقية الأيام، تجعلهم يركزون أنشطتهم على أنشطة نهاية الأسبوع مثل الأنشطة الدينية. كما أظهرت النتائج أن معتقدات الآباء حول الأبوة تؤثر في سلوكهم، فمن يعتقدون أن دورهم كمزود مالي بالغ الأهمية، كانوا يركزون على توفير الخدمات المالية لأطفالهم. في حين أن من أفادوا بأن الاستثمار في تطور أطفالهم أكثر أهمية، كانوا أكثر اندماجاً في أمور الرعاية. وبالطبع قد لا يكون مفاجئاً ما أظهرته النتائج من أن الأب الذي يعيش مع أطفاله في المنزل يمضي وقتاً أكثر معهم في أنشطة متنوعة، على العكس من حالة انفصال الزوجين.