لماذا نكتب؟
يواجه العالم في القرن الحادي والعشرين تحديات غير مسبوقة في تاريخ البشرية من حيث الزيادة الهائلة في عدد السكان الذي تضاعف خلال الثلاثين سنة الأخيرة وما يرافقه من نقص مطرد في الموارد الطبيعية،وتسارع في التطور التكنولوجي الذي أصبح المحدد الرئيسي للتفكير والتواصل والتعامل بين البشر ناهيك عن تأثيره الواضح على الثقافة والقيم والمبادىء الأخلاقية.
تتوقع الدراسات أن يتزايد عدد سكان العالم بنسبة 33% بحلول عام 2030 وسيتزايد الطلب على المياه بنسبة 30 % وعلى الغذاء بنسبة 50% ويرجح أن يعيش ربع سكان العالم عام 2050 بلا مياه عذبة وسيعاني العالم من نقص في الكهرباء التي تعتبر عنصراً أساسياً في التنمية المستدامة ، ناهيك عن أن العالم يقف اليوم عاجزاً أمام خسارة مايزيد على 30 ألف نوع من الحيوانات والنباتات كل سنة من أصل 14 مليون نوع يُعتقد بوجودها على سطح الأرض ، فإنه يحق لنا إزاء هذه التوقعات أن نتساءل : عما يخبىء لنا المستقبل ؟؟
لقد أصبحت المفاجآت غير المتوقعة سمة العصر وأصبح من المتعذر الاعتماد على التجارب السابقة لإيجاد الحلول للمشاكل التي نواجهها اليوم، ولم يعد بمقدورنا القول أن هناك تشابهاً بين الحالة الحاضرة والحالة التي حدثت قبل خمس سنوات أو حتى قبل سنة واحدة. فالمقارنة لم تعد تجدي نفعاً لأن كل شيْ يتغير بسرعة وما نألفه اليوم قد يصبح غريباً تماماً في الغد.
إن مجاراة كل هذه التحولات والتغيير الجذري الذي يشهده العالم تتطلب أدوات إستراتيجية لمجاراة البيئة المتغيرة التي نعيش بها ، ومن أهمها وفي مقدمتها التعليم.والدول التي تهتم بشكل جدي بمستقبلها سياسياً وإقتصادياً يجب أن تهتم بشكل أساسي ومكثف بجودة نظامها التعليمي وخصوصاً التعليم العالي، وأن تعمل على رصد طرائق التفكير وأسلوب الحضارة السائدة في البلدان المتقدمة لا أن نكتفي بتقبل منجزاتها وتقنياتها التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا.
وإذا كنا اليوم بحاجة للنجاح والثبات في القرن الحادي والعشرين ونحن مازلنا في بداياته فإنه يجب أن نلتفت إلى جيل الشباب فنعمل على تثقيفهم في كيفية المواءمة بين الأصالة ومهارات العصر،ونبذل جهداً صادقاً من أجل تعزيز ثقتهم بقدرات وإنجازات وطنهم، ونمنحهم فرص الاستحقاق بجدارة وندعم المبدعين منهم ليكونواحافزاً ورمزاً يحظى بالتقدير والإحترام.