كيف تطورت أسماك بيئة الظلام الدامس؟
تحتوي كهوف الحجر الجيري في غابات المكسيك المطرية على خزانات مياه عميقة يكتنفها ظلام دامس قد يكون من المستغرب وجود حياة فيها. باحثون من جامعة سينسيناتي اكتشفوا في هذه الكهوف نوعاً من الأسماك تطور للعيش على عمق مئات الأمتار في هذه الكهوف المظلمة التي يندر وجود الطعام فيها.
وتبعاً لما يقوله الباحثون في تقرير نشرته مجلة PLOS One، فان السمكة Astyanax mexicanus تطورت لتغير من عمليات الأيض في جسمها، ومن تركيب جمجمتها، إضافة الى تعزيز أجهزة الاحساس عندها. تولد هذه الأسماك بأعين تتلاشى تدريجياً الى أن تختفي كلية عند البلوغ. والعظام التي كانت تمثل محجراً للعينين تتلاشى، وتحل مكانها ترسبات دهنية تغطى بحراشف فضية شبه شفافة كما في بقية الجسم الشاحب غير المصبوغ. تبدأ هذه الأسماك حياتها بجسم متماثل الجانبين، ومع البلوغ تتصلب عظام الجمجمة متخذة شكلاً منحرفاً، وبفضل هذا الشكل غير المتماثل غير الشائع في الطبيعة، والأعضاء الحسية المتطورة، يمكن لهذه الأسماك السباحة متتبعة منحنيات الكهوف.