كيف تربي اطفالك في عالم التكنولوجيا؟
"نرفض إغلاق حواسيبنا وهواتفنا وصفحة الفيسبوك، ونجلس بصمت، لأننا في تلك اللحظات قد نضطر لمواجهة حقيقة أنفسنا" جيفرسون بيثك.
كتبت أليسون سلايتر تيت مقالاً هاماً أوضحت فيه ولفتت الانتباه إلى صراع فريد يواجه جيلنا من الآباء وهو كيف نربي الأطفال في عصر التكنولوجيا، وتلخص تحدياتنا الحالية بما يلي:
"يبدو أن جيلنا هو آخر من عاش مرحلة الطفولة مع مقدار ضئيل من التكنولوجيا، ونحن الآن ضمن أول جيل من الآباء في عصر التكنولوجيا المتقدمة، وأجد هذا الموقع في الوسط غير مريح مطلقاً عندما يتعلق الأمر بمهمة الأهل، لأنني أعرف ما كان عليه شكل الطفولة والمراهقة قبل الانترنت، ولكن كل نماذج التربية الخاصة بي جاءت من تلك الحقبة. لقد أصبحت التكنولوجيا أكثر تحديات التربية صعوبة".
يدرك الأهل أهمية القرارات فيما يتعلق بالتكنولوجيا. وتلخص أليسون هذا الأمر بشكل ممتاز حيث تقول " أن ما نفعله لا سابقة له، فلا توجد دراسة حتى الآن تعرف تماماً كيف ستكون الطفولة في عصر التكنولوجيا عندما يصبح أطفالنا كباراً بالغين. لا توجد إجابات ثابتة على الأسئلة التي نطرحها مما يجعل ذلك غاية في الصعوبة. بالإضافة إلى أن حتى هذه الأسئلة تتغير بمعدل ينذر بالخطر".
وتقدم اليسون الطرق التسعة الهامة التي يجب إتباعها لتربية الأطفال في عصر التكنولوجيا:
1- تشجيع التكنولوجيا في المنزل:
يبدو أن التكنولوجيا ستكون حاضرة بيننا لفترة من الوقت، ويحتاج الأطفال لامتلاك المهارات في المستقبل والتي يملكونها حالياً بالفعل. لا تعني مهمة الأهل حماية الأطفال من أدوات العالم، بل تزويدهم بما يحتاجونه لاستخدام هذه الأدوات بشكل صحيح. علينا أن نتصرف بكفاءة وتصميم في تعليمهم كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل فعال وبأقصى إمكانياتها وبأسلوب عملي، وهذا يعني ذلك أن يمتلك الأطفال جهاز الأيبود IPOD في سن السابعة والهواتف في سن الثالثة عشر.
2- تشجيع الاعتدال:
صحيح أننا نعلم القليل جداً عن مستقبل التكنولوجيا وما ستكون عليه، إلا أن هناك عدداً وافراً من الدراسات حول تأثير فترة الجلوس أمام الشاشة، فقد أظهرت الدراسات أن الاستخدام المفرط للأجهزة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل بخصوص الانتباه، ومصاعب في الدراسة، واضطرابات في الأكل والنوم، وإلى البدانة أيضاً. وقد نصحت مؤخراً الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، بوجوب تجنب التلفزيون ووسائل التسلية الأخرى تماماً بالنسبة للأطفال والصغار ما دون العامين. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، ولمساعدتهم في اختيار الأفضل لهذه الأجهزة، يجب على الأهل مراقبة استخدام هذه الأجهزة من حيث المدة والمضمون. عندما يستعلمون أجهزتهم أو حواسيبهم المحمولة (Laptop). وأن نراقب ذلك ونتحقق من الرسائل النصية .
3- قيود العمر لاستخدام التكنولوجيا:
إن الحد الأدنى للعمر بالنسبة للفيسبوك/انستاغرام هو 13 عاماً. يجب ألا نسمح لأطفالنا أن يكون لهم حسابات على هذه الشبكات (أو غيرها) قبل هذا العمر. قد يكون بعض الصغار ما دون الثالثة عشرة من العمر على مستوى كافٍ من النضج لاستخدام الشبكات بشكل واعٍ.
4- تغير التكنولوجيا من طريقة التواصل:
تبدل التكنولوجيا باستمرار الطريقة التي نتواصل بها ـ أما إذا كان ذلك للأحسن أو للأسوأ فسيتبين ذلك لاحقاً ـ سيحاول الجيل الأكبر سناً أن يبرهن أن التكنولوجيا تدمر تبادل الأحاديث مباشرة بين الناس ، وسيحاول الجيل الأصغر أن يبرهن أن التكنولوجيا تعززه ولكن بين هذا وذاك يبقى الزمن وحده كفيل بالحكم على ذلك، ولكن في كلا الحالتين سيبقى أطفالنا يعيشون في عالم يحترم فيه آباؤهم الحديث الشفهي، وقد تتناقص قيمته عند أجيال المستقبل.
5- تزيد التكنولوجيا من احتمال الإلهاء:
تمثل التكنولوجيا إغراء حاضراً دائماً للتخلي عن المواجهات الصعبة . وتأجيل الأعمال الضرورية، أو فقدان القدرة على التعبير عن النفس، من سينجح في المستقبل هم الأشخاص الذين يعرفون كيف يتغلبون على هذا الإغراء.
6- يمكن استخدام التكنولوجيا للاستهلاك أو للإبداع:
لابد من اختيار الإبداع متى أمكن ذلك، وربما يكون ذلك أحد أهم العلامات الفارقة التي يمكن تعليمها لأطفالنا حول التكنولوجيا. بإمكاننا ممارسة ألعاب الفيديو وبإمكاننا أيضاً أن نبدعها. يمكننا تصفح مواقع الفيسبوك أو أن نخلق أماكن وتجمعات تخدم هدفاً. هناك مكان في عالمنا للاستهلاك التكنولوجي ولكن كأسلوب حياة فإن الإبداع يتفوق على الاستهلاك كل يوم. علينا أن نساعد أطفالنا لإدراك الفرق.
7-لا يمكن قياس قيمة الذات عبر عدد الإعجاب (Like) والمشاركة (Shares) وإعادة الإرسال (Retweets):
إن المدح من قبل الآخرين معيار متقلب لقياس مدى أهميتنا، بل هو هدف دائم التغير وأحمق. فهو غالباً ما يكون له تأثير سلبي على قراراتنا وأسلوب الحياة الذي اخترناه، إلا أنه لن يرضي قلوبنا أو أرواحنا. من الضروري أن يفهم أطفالنا أن قيمتهم الذاتية يجب أن توجد في مكان آخر، كما هو ضروري بالنسبة لنا كراشدين على حد السواء.
8- لا يمكن تصديق كل ما تراه على الانترنت:
يمكن للانترنت استخدام عدد أكبر من مدققي الحقائق. يستطيع الصغار في مرحلة المدرسة الابتدائية أن يناقشوا إذا كان موقع (ويكيبيديا Wikipedia) يعتبر مصدراً موثوقاً للمشاريع المدرسية. أما الأمر الأشد ضرراً فهو الصفحة الشخصية التي نصنعها لتمثلنا على الانترنت، فنحن ننشر أكثر اللحظات البهية المتألقة ونخفي الأليمة منها. إننا نصنع مظهراً كاذباً من السعادة والنجاح وانطباعنا بأننا نمتلك كل ذلك. أما من الداخل فنحن نشعر بالضياع والانكسار تماماً كأي شخص آخر. تحتاج صورتنا على الانترنت للمزيد من المصداقية، ولابد أن يدرك الأطفال مدى خطورة مقارنة أنفسهم بتلك الصفحات الشخصية الوردية المنشورة على وسائل الاتصال الاجتماعي.
9-التكنولوجيا تخدم هدفاً ويجب أن تحل المشاكل:
من الحماقة شراء التكنولوجيا لأجل امتلاكها فحسب، وقد أوقع ذلك عدداً لا يحصى تحت طائلة ديون ضخمة. عندما يتعلق الأمر بشراء التكنولوجيا (أو استخدامها) يجب على الأهل أن يطلبوا من أطفالهم أن يتساءلوا باستمرار عن المشاكل التي استطاعت التكنولوجيا حلها، لأنه من المفترض أن تجعل التكنولوجيا حياتنا أسهل وأكثر فاعلية، وإذا لم تتمكن التكنولوجيا الجديدة من حل مشكلة واقعة، فإنها بذلك تضيف مشكلة أخرى. تتطلب مهمة الأهل توازناً سليماً بين التواضع والقرار الحاسم.