خمسة أحجيات في المحيطات عجزنا عن فك رموزها حتى الآن
هذه المسطحات المائية الضخمة والجميلة هي منزلٌ لعددٍ لا متناهي من المخلوقات الغريبة والظواهر المذهلة. إن العمق الوسطي للمحيط يبلغ 14.000 قدم لذا هو يوفر مساحة واسعة للأحجيات والأساطير وما شابهها.
يقول فريد جوريل - رئيس قسم الشؤون العامة لدى الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي National Oceanic and Atmospheric Administration – "إن نسبة 95% من المحيطات يجهلها الإنسان ولم تشاهدها عينه ولم يكتشفها"، ويُضيف: "كل مرةٍ نذهب في رحلة استكشافية نكتشف شيئاً جديداً أو أمراً نعتقد أنه جديد".
لذا نحن أمام عالم حقيقي مليء بالظواهر بحاجة للتنقيب والبحث. وبالنسبة للعالم جوريل، يُعد مشروع الكاميرا الذي أُطلق في العام 2004 أحد أكثر الأمثلة التي تبرهن مدى جهلنا بالمحيطات. وفي العملية التي أُطلق عليها "Deep Scope" ركّب فريق من المستكشفين كاميرا مخفية في قاع محيط خليج المكسيك، وما هي إلا لحظات حتى سجلوا اكتشافاً جديداً.
يقول جوريل: "صورت هذه الكاميرا لوحدها في أقل من دقيقة من تشغيلها مقطع فيديو لحبار بستة أقدام لم يُرى من قبل في هذا الكوكب"، ويُضيف: "ما هو عدد الأحجيات الأخرى التي يخبئها المحيط؟".
بالتأكيد هناك عدد لا متناهٍ منها، سيما عندما تنظر إلى العمل الشاق المضني المطلوب لاكتشاف البحار. ويقتضي توسع المحيطات عدداً كبيراً من الكوادر البشرية لمراقبة الكاميرات الموضوعة تحت الماء مراقبة جيدة. ويعترف جوريل قائلاً: "قد يستنزف ذلك جزءً كبيراً من حياة المستكشف" العامل تحت لواء الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي. وفي المستقبل القريب يُمكن لفضولك أن يقودك للتفكير في حل للغز مثلث برمودا وما يخفيه من أحجيات لم تُفك رموزها بعد.
وسنستعرض فيما يلي خمسة أحجيات للمحيطات لم يسبر العلمُ أغوارها بعد.
1. اختفاء الغواصات في العام 1968
العام 1968 من أسوأ السنين التي شهدتها الغواصات، ففيه اختفت غواصات من دول مختلفة في حوادث منفصلة وهي: الغواصة الأمريكية USS Scorpion، والفرنسية Minerve والسوفيتية K-129.
وتختلف النظريات حول حالات الاختفاء المنفصلة تلك فمنها من رأى تعرضها لطوربيد ذاتي الإطلاق، أو أي هجوم تسترت عليه الحكومة (خاصةً ما حصل بين غواصة Scorpion وغواصة K-129). وما تزال قصص الغواصات عصيةً على الحل، وبصرف النظر عن عمق البقايا المحتملة للغواصات إلا أن الحصول على تفسير لما حصل ما يزال غاية بعيدة المنال.
2. القرش آكل لحوم البشر في استراليا
لعلَّ القرش آكل لحوم البشر من أكثر أنواع القروش رعباً على الإطلاق. وقد اكتشف العلماء أمراً مفاجئاً للغاية بعد عثورهم على بطاقة الكترونية كانت تتعقب قرشاً أبيض يبلغ طوله تسعة أقدام؛ حيث أن القرش غاص فجأة إلى عمق 1.903 قدم، لذا ارتفعت درجة الحرارة من 46 إلى 78 درجة فهرنهايتية. أما التفسير الوحيد لكيفية تغير الحرارة تغيراً مفاجئاً فهو أن يكون القرش قد التهمه شيء أكبر منه.
ومن النادر إن لم يكن معدوماً أن يلتهم قرشٌ قرشاً آخر، بيد أن الملابسات المحيطة بحادث هذ القرش الأبيض ما تزال مبهمة. ومن بين النظريات التي أطلقها العلماء المشاركون في البحث أن صراعاً نشب مع حوت قاتل، لكن آخرين ذهبوا إلى ترجيح أن يكون القاتلُ "قرشاً أبيض كبير آكل للحوم البشر يبلغ وزنه طنين".
3. مدينة أطلنطس في اليابان
مدينة أطلنطس المفقودة أحد الألغاز التي يسيل لعاب الباحثين لتفسيرها، لكن قد يكون لدى اليابان لغزها الخاص بها.
في العام 1986 اكتشف غواص محلي بالقرب من يوناجوني جيما Yonahuni Jima - جزيرة تقع في جنوب اليابان – مجموعة كبيرة من الأشكال والهياكل تحت الماء، ووفقاً لعالم الجيولوجيا البحرية في جامعة Ryukyus، ماساكي كيمورا، تشبه تلك الهياكل آثار قصر وخمسة معابد ومدرج وقوس النصر.
ويعتقد بعضهم أنها آثار مدينة قديمة دُفنت بفعل زلزال مدمر، في حين يرى آخرون مثل روبرت شوش – بروفسور في جامعة بوسطن – أن تلك الهياكل هي مسألة طبيعية ومتعارف عليها من "علوم الجيولوجيا الأساسية" لأن الأحجار الرملية تميل إلى التكسر على شكل سطوح مستوية بحواف مستقيمة الشكل.
4. ظاهرة البحر المُشع
اعتاد البحارة القدماء على سرد قصص عن تفاجئهم بمصادفة "مياه مشعة أو شاحبة أو تميل للون الحليب"، لكن تبين أن هذا الأمر ليس محض قصة صياد فحسب، ففي العام 1995 وثق مركب تاجر بريطاني مياه بحر تبدو كأنها "مياه بيضاء بلون الحليب".
واكتشف العلماء مؤخراً مثل ستيف هادوك من مركز البحوث البحرية في خليج مونتيري أن مصدر ذلك الإشعاع هو نوعٌ من البكتيريا المضيئة أو السوطيات الدوامية الأحادية المنتجة للضوء، إلا أن ذلك ظل رهين بحوث نظرية تبنتها دراسة أجريت في العام 2005، غير أن دراسةً لاحقة أجراها هادوك مع ثلاثة علماء آخرين خلصت إلى أن البكتريا تُشع بغية جذب السمك لها لكي تلتهمها الأسماك ثم تعيش بداخلها.
وتتجمع البكتريا بأعداد تصل إلى تريليونات منها، لكن العلماء لم يعرفوا حتى الآن ما السبب الكامن وراء "ذلك الانفجار الهائل لأعداد البكتريا".
"ثمة أسئلة يزيد عددها كثيراً على عدد الإجابات عنها إن حاولنا فهم ظاهرة البحار المشعة"، ووفقاً للدراسة التي أجريت، "نشعر الآن بضآلة ما نعرفه عن المكان الذي نعيش فيه والذي نُطلق عليه اسم منزل".
5. مثلث برمودا
إن اعتقدت أننا نسينا هذا اللغز فأنت مخطىء! فعقب حالات الاختفاء الكثيرة، تربع مثلث برمودا عرش الأحجيات التي انطوت على عالم يعج بالنظريات الغامضة والمثيرة. وشهد العام 1918 بداية معظم الأحداث التراجيدية عندما اختفت إحدى سفن الأسطول الأمريكي USS Cyclops في حركة مد المحيط الأطلسي في منطقة حدودها ميامي وبرمودا وبورتوريكو. ولم يُرسل أي نداء استغاثة قبل اختفاء السفينة وطاقمها المكون من 300 بحار، في واحدة من أعظم حالات الاختفاء التي عرفها التاريخ.
وفي العام 1945 اختفت خمسةٌ من قاذفات القنابل التي كانت تحلق فوق المنطقة عينها، حيث توقفت البوصلات عن العمل، وبعد نفاذ الوقود اضطرت إلى أن تهبط في البحر. وعند إرسال طائرة للعثور عليها، اختفت هي الأخرى بدورها مع طاقم قاذفات القنابل. وتتنوع النظريات حول حالات الاختفاء تلك بدءً من ظاهرة خارقة للطبيعة مروراً بوجود مخلوقات فضائية فيها وانتهاءً باختراقات للنظام الزماني المكاني النسبي.
أما النظرية العلمية الأخيرة فترى أن عملية إماهة تحصل للغاز فتُنشأ بدورها ثقوب تتبلع ما يقترب من المنطقة. وفي الوقت الراهن إما أن نعتمد هذه النظرية أو نصدق قصة المخلوق الخرافي كثولو.