حقائق حول شرود الذهن
تنال أحلام اليقظة في بعض الأحيان سمعة سيئة، فالطلاب الذين لا ينتبهون في الصف ينتهي بهم الأمر للوقوع في مشكلة إنجاز الوظائف، والموظفون الذين يمضون الاجتماعات وهم يفكرون بكسب اليانصيب ليسوا الأكثر إنتاجية، إلا أن الدراسة أظهرت أن أحلام اليقظة ليست بهذا السوء، فالاستغراق في أحلام اليقظة يدفع الناس نحو تحقيق أهدافهم، فإذا حلم طالب في المدرسة الثانوية بدخول كلية جيدة قد يدفعه ذلك لمزيد من الدراسة ليتمكن من تحقيق حلمه. وهذه بعض الحقائق المدهشة حول أحلام اليقظة:
- أحلام اليقظة عن قصد: بالرغم من اعتقاد الناس بأن الاستغراق في أحلام اليقظة يتم دون قصد، إلا أن الدراسة أظهرت أن الناس قد يشردون عن عمد، كما أن الظروف التي يحدث فيها ذلك الشرود المقصود قد تختلف عن تلك التي يستغرق فيها الناس بأحلام اليقظة دون قصد.
تشير نتائج أحدث الدراسات أنه عندما طُلب من الأشخاص تأدية مهمة معرفية بسيطة وجدوا أن المشاركين يميلون للشرود قصداً وعدم الانتباه كثيراً لما يفعلونه. ولكن عندما طُلب منهم تأدية مهمة أكثر صعوبة وتحتاج لمزيد من التركيز كان الشرود يتم دون قصد بالمقارنة مع الشرود المقصود.
يعتقد الباحثون أن الناس يميلون إلى الشرود عن قصد خلال أدائهم لمهمات بسيطة لأنهم يعلمون أن بإمكانهم إنجازها دون أن يولوا مزيداً من الانتباه لما يفعلونه ولن يضر ذلك بأدائهم. أما عندما يقومون بإنجاز مهمة صعبة فهم يعرفون أن عليهم التركيز أكثر لإنجازها بالشكل الصحيح، ولذلك فهم يتعمدون عدم الشرود.
- قد تساعد أحلام اليقظة على حل المشاكل: إذا كنت تواجه مشكلة ما، قد يساعدك شرود الذهن بعض الشيء على إيجاد المخرج، فقد بنيت إحدى الدراسات أن مناطق الدماغ التي تسمح بحل المشكلات المعقدة تصبح أكثر نشاطاً أثناء أحلام اليقظة، يرتبط شرود الذهن بشكل نموذجي بالأمور السلبية كالكسل وعدم الانتباه، إلا أن تلك الدراسة بينت أن الدماغ يكون نشيطاً جداً أثناء أحلام اليقظة، بل أكثر نشاطاً مما لو كنا نركز على المهام الاعتيادية. وتبين النتائج أن أحلام اليقظة قد تفيد في تشتيت انتباهنا عن المهام المباشرة من أجل حل مشاكل أكثر أهمية.
- الترميش والتفكير: قد يسير شرود الذهن جنباً إلى جنب مع الترميش المتكرر فقد طلب الباحثون من بعض الأشخاص قراءة فقرة في كتاب، وقاموا بمتابعة حركة العين أثناء القراءة. كما راقب الباحثون إذا كان ذهن المشاركين قد شرد خلال فترات عشوائية أثناء الاختبار أم أنهم واصلوا بالتركيز، وكان الباحثون يسألون المشاركين من حين إلى آخر إذا كانوا منتبهين أم أنهم شاردو الذهن عن المهمة التي يؤدونها، فوجدوا أن المشاركين يميلون للترميش أكثر خلال لحظات شرود الذهن مقارنة باللحظات التي يكون فيها تركيزهم على ما يفعلونه.
- فقدان الذاكرة أثناء أحلام اليقظة: بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن شرود الذهن يجعل من الصعب عليهم أن يتذكروا ما كانوا يفعلونه قبل شرود ذهنهم. وقد بينت الدراسة أن هذه الحالة من فقدان الذاكرة أثناء أحلام اليقظة تتفاقم إذا ذهب الذهن أبعد من اللحظة الحالية. فمن الشائع أن يشرد الذهن تجاه ذكريات لرحلة بعيدة أكثر من شروده تجاه إجازة في المنزل، أو مناسبة حدثت قبل خمسة أعوام مقابل حدث قبل يومين.