ايجابيات وسلبيات القرن الحادي والعشرين
في مطلع القرن العشرين وبالتحديد في عام 1900 اكتشفت آلة antikythera artefact في حطام سفينة قديمة قرب جزيرة أنتيكيثيرا اليونانية ، وهي أداة صنعها الإغريق للتنبؤ بالخسوف وتحديد مواقع النجوم (100 قبل الميلاد) وهي اختراع بدائي ولكنه يحاكي في فكرته وعمله أجهزة الحواسيب الحديثة. إلا أن الجنس البشري قد تطور منذ ذلك الحين، وتمكن عبر القرون القليلة الماضية من تحقيق منجزات علمية وتقنية عدة أدت جميعها للتقدم في مختلف الميادين وصولاً الى العصر الرقمي وهذا ما يعنيه القرن 21. إلا أن لهذا القرن سماته الايجابية والسلبية يمكن عرض بعضها فيما يأتي:
النواحي الايجابية:
- مدة الحياة: نظراً للتطورات المختلفة في مجال الرعاية الصحية وتركيب أدوية جديدة، أصبح من الممكن مقاومة العديد من الأمراض بشكل فاعل كالملاريا، السكري، الصرع، الحصبة، جدري الماء. والأهم أنه أمكن تطوير لقاحات جديدة لحماية الأطفال من الإصابة بالعديد من الأمراض كالسعال الديكي. وبذلك أمكن إنقاذ الكثير من الأرواح. كما تمكن الانسان من استئصال مرض الجدري بشكل نهائي وهو أحد الأمراض المعدية الخبيثة المعروفة. وباعتبار كل ما ورد، لن يكون مستغرباً لأي كان أنه أمكن إطالة مدة حياة الإنسان خلال القرن الواحد والعشرين.
- التواصل: اصبح من السهولة بمكان في العصر الرقمي التواصل مع الآخرين في زمن قصير، حتى لو كانوا على بعد آلاف الكيلومترات. لقد اتسم القرن الماضي بالبرقيات، أجهزة التلكس، والهواتف التقليدية، أما القرن الحالي فيتسم بالهواتف النقالة، أجهزة الكمبيوتر ومنصات التواصلالاالاجتماعيلتي تمكننا من تبادل الآراء والأحاديث وحتى المستندات ومشاهدة الأفلام والفيديو بشكل فوري.
- السفر: لقد شهد القرن 21 وحتى القرن الماضي تقدماً كبيراً في وسائط النقل. يعتبر الوقت أولوية، وكنا نحتاج إلى يومين أو حتى ثلاثة أيام لنقطع مسافة ثلاثة آلاف كم، في حين أصبح من الممكن الآن أن نفعل ذلك في غضون عدة ساعات، وذلك بفضل القطارات فائقة السرعة مثل (ماغليف Maglev) التي تصل سرعتها إلى 600 كم في الساعة مما يساعد على إتمام رحلة بمسافة 3000 كم خلال خمس ساعات.
النواحي السلبية:
- العزلة: لم يعد صحيحاً ما يقال أن الإنسان كائن اجتماعي، حيث ازدادت عزلتنا وتضاءل تواصلنا اجتماعياً مع الآخرين، لأننا مهووسون بالتواصل مع الآخرين عبر مختلف أنواع الأجهزة الرقمية. في الطرف الآخر من العالم، وكانت النتيجة أننا نعتمد باستمرار على هذه الأجهزة بدلاً من التواصل المباشر مع الآخرين، مما أدى إلى مزيد من العزلة، والاستغراق في أمورنا الذاتية داخل عالمنا الخاص الصغير، وإلى فشلنا في تقدير النواحي الحسنة للوجود ضمن المجتمع، وبدأنا نفقد تدريجياً قدرتنا على التعاطف مع الآخرين في أقل الظروف.
- الإدمان التكنولوجي : إحدى السمات المزعجة في القرن 21 هي الإدمان على الانترنت وما يتبعها من الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من التقنيات الحديثة، التي تسبب الإدمان وغالباً ما تأتي ببرمجيات متقدمة تستطيع أن تدخل الانسان إلى عالم افتراضي او الى أنواع من الألعاب والمسابقات والمباريات الإلكترونية تجعل الإنسان بحالة رغبة دائمة في المتابعة مما يبعده بل ويحرمه من ملذات الحياة الطبيعية كالطعام او الرياضة او حتى العلاقات العائلية او الصداقات.
- العيش الإلكتروني : يميل الكثيرون لإتباع أسلوب حياة تكثر فيها فترات الجلوس فالعمل يتم عن طريق الكمبيوتر واعمال المنزل يمكن القيام بها عن طريق الهواتف النقالة إلى درجة إلى أننا لم نعد ننهض لإطفاء النور بل نستخدم هواتفنا للقيام بذلك، ويرجع الأمر إلى انترنت الأشياء (IOT) إذ أن معظم أجهزتنا موصولة على الانترنت، فأصبحنا نعتمد عليها لانجاز أكثر المهام، قد يبدو ذلك مريحاً إلا أن نشاطنا البدني يصبح محدوداً فتزيد نسبة البدانة والاضطرابات الصحية الناجمة عنه، فلا عجب أن يصاب الأطفال بداء السكري في سن مبكرة جداً وهو أمر مقلق للغاية.