الوجبات السريعة تضر بدماغ الرجل أكثر من المرأة
نشرت مجلة Cell Reports، بحثاً حول نتائج أبحاث وتجارب تم إجراؤها على مجموعتين من الفئران – مجموعة ذكور ومجموعة إناث- حيث تبين أن الوجبات السريعة قد تؤدي إلى نسبة حدوث التهاب في دماغ الفأر الذكر هي أعلى من نسبة حدوثها في دماغ الفأر الأنثى وذلك بسبب هرمون الاستروجين الذي يوفر الحماية لأدمغة الفئران الإناث .
وقد اعتمدت الدكتورة ديبورا كليج – التي ترأست فريق الدراسة في المركز الطبي الجنوبي الشرقي بجامعة تكساس، University of Texas Southwestern Medical Centre دالاس، الولايات المتحدة الأمريكية – على بحث يربط التهاب الدماغ بالبدانة وأمراض القلب لدى الفئران الذكور.
وتقول كريج: "لقد شرعنا بهذا البحث لأننا لاحظنا (الرابط المسبب للالتهاب) لدى الفئران الذكور، لذا تساءلنا هل تحصل العملية نفسها لدى الإناث؟"
وفي حال أن نتائج هذه الدراسة الحديثة التي أجريت على فئران التجارب تنطبق على الإنسان، فهذا يعني أن تناول وجبة برغر مع مشروب غازي قد يضر بدماغ الرجل أكثر من المرأة.
وأظهرت الدراسات السابقة في هذا المجال أن حمض البلمتيك هو أحد الأسباب التي تؤدي الى التهاب في الهايبوتلاموس وهو جزء من الدماغ مسؤول عن ضبط توازن الطاقة ، هذا الحمض المشبع بالدهون موجود في زيت النخيل ومشتقات الألبان واللحوم والأطعمة الغنية بالدهون، وعلى الرغم من أن الأغذية الغنية بالدهون تحتوي نسبة 42% من الدهون، إلا أنها غنية أيضاً بالكربوهيدرات، مما يجعلها مرتبطة ارتباطاً قوياً بالوجبات السريعة التي يتناولها الإنسان، كما تقول كريج.
وبعد 16 أسبوعاً من إطعام الوجبات السريعة للفئران الذكور ظهرت علامات التهاب في أدمغتهم، لكن لا أثر لأي التهاب في الهايبوتلاموس لدى الفئران الإناث.
تقول جريج: "لقد أصابنا الذهول وفوجئنا للغاية بهذه النتائج عندما لم نجد أي اثر لأي التهاب لدى الفئران الإناث".
ووُجد أيضاً أن الفئران الذكور الذين أُطعموا وجبات سريعة أكثر عرضة من الإناث لإعتلال في عمل القلب مع تزايد عدم قدرتهم على تحمل الغلوكوز.
كما خلص الفريق إلى أن هناك نوع محدد من مستقبلات الاستروجين تحمي دماغ الإناث من الالتهاب.
وهذا يتوافق مع الفكرة أن المرأة قبل مرحلة انقطاع الطمث يكون لديها مستويات عالية من الاستروجين، لذلك فهي تكون اقل عرضة للإصابة مثلاً بداء السكري ومرض القلب او البدانة مقارنة بالذكور، لكن هذه الحماية تتوقف عندما تبلغ المرأة مرحلة إنقطاع الطمث.
ليس هناك أي مساواة عندما يتعلق الأمر بالدهون ...!
ومن النتائج المثيرة للدهشة أيضاً أن أدمغة الذكور والإناث مختلفة من ناحية تركيبها للحموض الدهنية، حتى عند مقارنة الفئران الذكور والإناث الذي يخضعون لنظام غذائي طبيعي.
"واللافت للنظر أن دماغ الذكر يعكس تركيب الحموض الدهنية في الغذاء الذي يتناوله، في حين أن دماغ الأنثى لا يفعل ذلك."
"وجدنا في دماغ الذكر كمية أكبر من حمض البلمتيك ومستويات أعلى من السيراميد، فضلاً عن أن حمض اللينولئيك غير موجود، في حين أنه موجود لدى أدمغة الإناث".
ثم اردفت قائلة أنه حسب علمها ودرايتها هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها فروقات في تركيب دهون الدماغ بين الجنسين.
"لم أرى أي معطيات كهذه مسبقاً"، كما تقول.
وتعمل كريج حالياً لدى Cedars-Sinai Medical Centre الطبي في لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تسعى لاكتشاف فيما إذا كانت هذه النتائج تُطبق على الإنسان.
"اعتقد أن الشيء الأهم هو ان العمل قد أنجز بالكامل على الفئران، والآن قد حان وقته لتجربته على الإنسان".