المكمّلات الغذائية
إن غذاءنا متنوع لكنه ليس صحياً بمعنى الكلمة، إذ أننا في الغالب لا نزوّد أجسامنا بالحصة اليومية من الفيتامينات والمعادن التي تحتاجها لأداء وظائفها على نحو متواصل. وعلى هذا الأساس، لن يكون مفاجئاً أن تظهر لدى المرضى من الأطفال والمسنين أعراض نقص الفيتامينات التي تؤدي بدورها لنشوء متاعب صحية حرجة مرتبطة بوظائف الجسم بدءاً من الوظائف المعرفية والحركية، إلى الكلام والبصر والأوعية القلبية وحتى بنية الهيكل العظمي.
لهذا السبب يراعى التأكد من الحصول على الحصة اليومية من الفيتامينات أو على الأقل أن تدخل هذه الحصة كجزء من وجباتنا اليومية، مع الانتباه الى أن المبالغة بتناول الفيتامينات له جانبه السيئ. فيما يأتي بعض الآثار الايجابية والسلبية لمكمّلات الفيتامين.
الآثار الايجابية:
- تجنب أعراض سوء التغذية: إن الفيتامينات المتعددة مصممة لتزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية على شكل حبة صغيرة ناعمة من أجل امتصاص أسرع داخل الجسم. وبما أن معظمنا يميل لتناول الطعام المعالج والذي يحتوي على أقل نسبة من الفيتامينات والمعادن، فمن الضروري أن نكمل غذاءنا الاعتيادي بكمية من الفيتامينات التي تحتاجها أجسامنا لتعمل بشكل متواصل. فنحن مثلاً نحتاج لتناول (200) غرام على الأقل من حامض الفوليك (فوليك أسيد) يومياً إلا أن الغالبية لا تلتزم بذلك. لهذا السبب ينصح الأطباء النساء الحوامل بتناول (600) غرام على الأقل من حامض الفوليك في أيام الحمل الأولى. والفكرة أن تناول الحصة اليومية من مختلف الفيتامينات يمكن أن يساعد على تفادي الإصابة بأمراض تتعلق بنقص الفيتامينات، الأمر الذي يمكن إذا ترك دون مراقبة أن يؤدي إلى مشاكل صحية.
- تعزيز الطاقة والتركيز: تساعد فيتامينات معينة من مجموعة فيتامين ب (B) مثل (ب 12) وكذلك حامض الفوليك من بين أنواع أخرى، على تعزيز الطاقة والتركيز بشكل أفضل على وظائف أساسية بل حتى تساعد على تحسين الأداء. ربما ترغب باستشارة طبيبك حول هذا الأمر قبل إدراج هذه الفيتامينات كجزء من وجباتك الغذائية اليومية.
- الضغط: يتعرض جسمك للكثير من الضغط الجسدي والاجهاد بسبب النشاط البدني، مما يجعلك تشعر بالتعب والألم. وتناول أنواع معينة من الفيتامينات يساعد على تعويض ذلك ليستطيع الجسم التكيف مع الضغط الزائد والألم. مثلاً يتم غالباً وصف مكمّلات الكالسيوم للمرضى من الأطفال والمسنين كطريقة لمساعدتهم في تقوية عظامهم ليتمكنوا من تحمل أي ضغط عليها.
الآثار السلبية:
- الجرعة المفرطة: ربما يصعب تصديق أنك قد تتناول جرعة زائدة من بعض الفيتامينات. ففي الواقع إن تناول أي شيء بشكل زائد سيكون له تأثيره على جسمك. إضافة إلى أن تناول الكثير من الفيتامينات يمكن أن يسبّب ظهور عدة أعراض تتراوح ما بين الغثيان الخفيف إلى الوهن، الإقياء، الأرق، الإسهال، بل حتى فرط التعرق. إن بعض الآثار الجانبية الشديدة التي تظهر بسبب تناول كميات زائدة من الفيتامينات يمكن أن تشمل تسارع خفقان القلب، ضيق التنفس، قصور كلوي وحالات مرضية شديدة أخرى.
- عدم الفاعلية: بينت العديد من الدراسات أن الفيتامينات وخاصة بشكل حبوب لا يسهل امتصاصها من قبل الجسم كما هو الحال بالنسبة للأقراص القابلة للمضغ والمشروبات المنشطة. مثلاً تعطى الأقراص القابلة للمضغ للأطفال في المناطق المعرضة للكوارث للمساعدة في تعزيز جهاز المناعة لديهم ولتقوية عظامهم. كما وجد أن هذه الطريقة بالتناول أكثر فاعلية من شكل الحبوب لأن الأقراص القابلة للمضغ يتم امتصاصها مباشرة في الجسم.
- الإضافات، المواد الكيماوية والمواد المسببة للحساسية: قد تحتوي بعض الفيتامينات على إضافات بشكل تلبيس خارجي أو كجزء من المكونات الأساسية، كما أن الفيتامين موضوع البحث قد يكون ذو فعالية أقل. لهذا السبب من الضروري بالنسبة لك أن تختار فيتامينات متعددة عضوية تبيّن المكونات الرئيسة من الفيتامينات، مما يساعدك على اتخاذ اختيار واع. قد تظهر لديك أيضاً حساسية تجاه نوع معين من الفيتامينات، لذلك إذا شعرت بتفاعلات تحسسية شديدة عند تناول نوع معين من الفيتامين، عليك استشارة طبيبك فوراً للحصول على الرعاية والمعالجة الطبية.