الفئران تساعد في كشف وظائف الدهن البني في الجسم
عندما يبرد الجو، يعمل الجسم على إطلاق الحرارة للمحافظة على درجة حرارته. يتم إنتاج الحرارة من قبل النسيج الدهني البني، أو الدهن البني، والذي يلعب أيضا دوراً مهما في كيفية إستخدام الجسم للغلوكوز والدهن. ومع ذلك، فإن العلماء لا يفهمون تماماً كيف يؤدي الدهن البني وظائفه في كل من حالتي الصحة والمرض. ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم وجود نموذج حيواني مناسب.
في دراسة نشرت في مجلة Journal of Clinical Investigation Insight ملأ علماء من عدة معاهد علمية أمريكية الفجوة باكتشاف أن الفئران تحتوي أيضاً تجمعات من الدهن البني تماثل التجمعات الكبرى الموجودة في الإنسان، مما يفتح الباب للبحث في طرائق جديدة لاستخدام الدهن البني في علاج حالات أيض، مثل البدانة والسكري من النوع الثاني مستقبلاً. ويقول العلماء إنه بالإضافة إلى النسيج الدهني الأبيض، يمتلك الناس دهناً بنياً يساهم في توازن الطاقة في الجسم عن طريق توليد حرارة الجسم والمشاركة في عمليات الأيض. وقد أظهرت التجارب أن الفئران التي تفتقر الى الدهن البني نتيجة خلل جسمي، يقل عندها استهلاك الطاقة في الجسم وتصبح بدينة.
وتشير الدراسات الى أن معظم الدهن البني في الفئران يوجد على الظهر بين الكتفين، بينما يوجد معظمه في الإنسان فوق عظمتي الترقوة، وعميقاً في العنق. ويعتقد العلماء أن ما يتعلمونه من خلال دراسة الدهن البني في الفئران قد لا ينطبق على الإنسان لأن موقعه في جسم كل منهما يختلف عن الآخر.
في البحث عن نموذج فأر أفضل، حلل العلماء أجنة فئران، ووجدوا دهوناً بنية محاطة بالعضلات في منطقة العنق، بما في ذلك تجمع دهن بني فوق عظمي الترقوة، اي نفس الموضع الرئيس لتجمعه في الإنسان، وهو ما لم يكن معروفاً سابقاً.
دراسات أخرى أظهرت أيضاً ان الفئران البالغة تمتلك دهناً بنياً فوق عظمي الترقوة، وهو أمر مهم، لأن الدراسات ستجرى غالباً على الفئران البالغة. بالاضافة الى أن الدهن البني على عظمي الترقوة هو شكلياً مماثل للدهن البني عند الانسان في الموقع نفسه، وينتج مركبات تشارك في إنتاج الحرارة وفي التعبير الجيني كما الانسان.
من ناحية أخرى، لاحظ الباحثون في دراساتهم أنهم عندما زادوا كمية الدهن البني فوق عظمي الترقوة بزرع المزيد منه في أجسام فئران صحية، تحسنت قدرتها على تحمل الغلوكوز. وهذا يعني أن هذا الدهن البني المماثل لذلك عند الإنسان له فائدة في عمليات الأيض.
ويقول العلماء ان هذا النموذج يمثل الخطوة الأولى لتحسين فهمنا لدور الدهن البني في الإنسان في عمليات الأيض. وان هذا النموذج يوفر إمكانية إجراء دراسات قد تؤدي إلى علاجات لأمراض مثل السكري من النوع الثاني والبدانة، أو الوقاية منها.