العمال المهاجرون يكتسبون أخلاقيات العمل في وقت قصير
أظهرت نتائج دراسة لباحثين من جامعات باث وساوثمبتون وليستر أن العمال المهاجرين لديهم أخلاقيات عمل أفضل من العمال المولودين في المملكة المتحدة. فقد أظهرت هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها، أن العمال المهاجرين أقل تغيباً عن العمل بمقدار ثلاثة أضعاف عمال المملكة المتحدة الأصليين، وهو ما يطابق أخلاقيات العمل. كما أظهرت أن ظاهرة التزام العمال المهاجرين مؤقتة وتدوم لسنتين فقط في المعدل من تاريخ وصولهم إلى المملكة المتحدة، وبعد ذلك يصل تغيبهم عن العمل الى المعدل نفسه الذي للعمال الأصليين.
نتائج مجموعة كبيرة من الدراسات تشير الى أن أرباب العمل يوظفون غالباً العمال بناء على جنسيتهم، بخاصة في الأعمال التي تتطلب مهارات قليلة، حيث يميل أصحاب العمل إلى تقدير العمل الجيد فوق أي شئ آخر. وفي حين أن تصور الالتزام بأخلاقيات العمل لدى العمال المهاجرين لا يزال يؤخذ بالاعتبار، فان وجود العمال الأصليين في بعض الأعمال يكاد يكون معدوماً نظراً لطبيعتها الشاقة.
ويقترح الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة Work,Employment and Society أنه عن طريق بذل المزيد من الجهد في العمل، فان العمال المهاجرين يحاولون الإشارة إلى قيمتهم في العمل، والتعويض عن مهاراتهم المحدودة في اللغة الانجليزية، والتغلب على حقيقة عدم إدراك أرباب العمل للمؤهلات والخبرات التي يمتلكونها من وطنهم. علماً بأن الواقع يشير الى أن العمال المهاجرين لديهم في المتوسط معدل تعلم أكثر بسنتين من عمال المملكة المتحدة. بالاضافة الى ذلك، فان العمال المهاجرين من البلدان منخفضة الدخل يدركون أن رواتبهم في المملكة المتحدة أعلى نسبياً مما يدفعهم الى بذل جهد زائد في العمل.
ومع بقاء العمال المهاجرين فترة أطول في المملكة المتحدة تتحسن مهاراتهم اللغوية، ويصبحون أكثر معرفة بسوق العمل، ويأخذون بالعمل في وظائف أكثر دخلاً، ولا يعودوا مضطرين للاعتماد على العمل الإضافي الشاق لإثبات جدارتهم، وبالتالي فإنهم سريعاً ما يظهرون ثقافة العمل السائدة في المملكة المتحدة.
اعتمدت الدراسة بيانات واسعة النطاق عن القوى العاملة من مكتب الإحصاءات الوطني للسنوات 2005 – 2012م، درست معدلات الغياب عن العمل لدى المهاجرين من بلدان أوروبا الشرقية والوسطى الثمانية عندما انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في سنة 2004م. وتظهر النتائج مدى سوء الفهم السائد لدى الرأي العام بأن عمال المملكة المتحدة كسولين مقارنة بالعمال المهاجرين. فالعمال المهاجرين يعملون بجهد لسنتين قبل أن يفهموا الثقافة في المملكة المتحدة ومبادئ سوق العمل ويتصفوا بأخلاقيات العمال الأصليين.
ويشار إلى أنه من 2004 الى 2007 م استقبلت المملكة المتحدة أكثر من 600 ألف عامل من بلدان الاتحاد الأوروبي الجديدة مما أدى إلى تحطيم الأرقام المتوقعة البالغة نحو 13 ألف عامل إضافي مهاجر.