الانشغال يجب أن لا يؤدي إلى التخلي عن الأصدقاء
هل تجد صعوبة في إيجاد الوقت للتحدث مع أصدقائك أو للخروج معهم في نزهة أو حتى زيارتهم في منازلهم؟ هل تشعر أن صداقاتك تتجول تدريجياً إلى صداقة من طرف واحد لكثرة مشاغلك أو مشاغلهم ؟
إن الحفاظ على الأصدقاء أمر مهم جداً وابتعادك عنهم بسب انشغالك يجب أن لايصبح حالة دائمة ، ربما تكون في بعض الأوقات مشغولاً أكثر مما يجب وربما يكون عملك مجهداً حيث ساعات العمل الطويلة و ربما يكون لديك أطفال بحاجة الى رعاية مستمرة أو أنك مسؤول عن رعاية والديك فلا تجد الوقت الكافي للتواصل مع الأصدقاء ، ولكن كل ذلك يجب أن لايكون مبرراً للتخلي عن أصدقائك الذين التقيت بهم في مكان خلال رحلة حياتك وربما لن تجد مثلهم في المستقبل.
• كلمة " مشغول " حالة ذاتية و غالباً ما تكون عذراً :
سمعت أحدهم يقول مرة أنه عندما يخبرك شخص ما أنه مشغول جداً بحيث لا يمكنه قضاء بعض الوقت معك فإن ما يعنيه هو أنك لست من أولوياته في الوقت الحاضر .
هل يبدو ذلك قاسياً ؟ لا تأخذ الأمر على محمل شخصي ففي النهاية هناك أوقات تكون فيها بعض الأمور في حياتك أهم من صديق، و هنا يجب على الأصدقاء أن يتكيفوا فإما أن يتراجعوا بعض الشيء أو يتقدموا و يكونوا أكثر فاعلية .
على كل حال انتبه من الوقوع في فخ " أنا مشغول " كل الوقت حيث تعتقد أن على أصدقائك أن يتكيفوا مع ظروفك وجدول أعمالك المزدحم ،لأنهم قد يفعلوا ذلك مرة ولكن لن يفعلوا ذلك كل مرة ، لأن الحياة تدور حول التوازن و إذا أخبرت أصدقائك دائماً بأنك مشغول باستمرار، سيبتعدون عنك إذ لا يمكنهم إقامة صداقة من طرفهم وأنت مشغول عن هذه الصداقة بأمورك الأخرى.
• الاعتياد على كونك مشغول جداً :
قد ينجح عذر الانشغال لفترة من الوقت إذا كان حقيقياً , فقد تتزوج ويصبح لديك أطفال أو عمل جديد و أنت بحاجة للتأقلم مع متطلبات و جدول حياتك الجديدة ، وهذا عذر مقبول لأنك في النهاية ستتأقلم على وضعك الجديد ولا بد حينها أن تجد الوقت لتلتقي مع أصدقائك او تشاركهم ببعض النشاطات.
ربما يمكن لصديقك الحضور إلى منزلك و تناول عشاء عائلي أو أن تقوموا برحلة قصيرة معاً أو تتكلموا على الهاتف ليلاً حيث يكون لديك وقت لمدة عشرين دقيقة , ربما تقوم ببعض التعديلات على جدولك و لكن إذا كنت ما زلت تعتقد أن على صديقك دائماً القدوم لزيارتك أو تخصيص بعض الوقت لك عندها ستصطدم صداقتك بحائط قاس .
لا تصبح متغطرساً مع الصديق إلى درجة الاعتقاد أن وقتك أكثر أهمية منه .
• هل استبدلت هذه الصداقة بشيء أو بأحد آخر ؟
إذا كنت تشعر بالغضب تجاه صديقك لأنه لا يفهم حياتك الآن فأسأل نفسك ربما تكون قد ابتعدت عن الصداقة إلى شيء أكثر استقراراً .
قد يتمتع بعض الأصدقاء بالصبر وتقبل أعذارك و لكن عليك في النهاية أن تقرر إذا كانت التزاماتك أو صداقاتك الجديدة قد بدأت تأخذ الأفضلية على الصداقة القديمة .
وعلى سبيل المثال بالنسبة لشخص لديه أطفال فإنه من الطبيعي أن يبدأ بإقامة صداقات مع أباء آخرين ، فإذا كنت تمضي وقتاً معهم دون الاهتمام بصداقاتك القديمة عندها سيتحول صديقك نحو صديق يمكنه أن يكرس له بعضاً من وقته .
على كل حال لا داعي أن تنتهي الصداقة القديمة فقط لأن حياتك قد اختلفت ، ننصحك باستمرار التواصل مع أصدقائك ( بالحديث معهم و الاستماع إليهم ) للتأكد من أن صداقهم ستبقى متينة قدر الإمكان ، و هم سيتفهمون التغييرات التي تحدث في حياتك و لكن ليس عليهم أن يتفهموا لماذا عليك الاستمرار بصداقة يبدو أنك فقدت الاهتمام بها .
• اكتشف أي نوع من الأصدقاء أنت :
قد يساعدك معرفة ذاتك على تحديد الأوقات التي تصرفت فيها بأنانية تجاه أحد الأصدقاء .
هل طلبت منه حضور حفلة في منزلك بعد ان انقطعت عن التواصل معه لفترة طويلة ثم انزعجت لأنه لم يلبي دعوتك في حين أنك لم ترفع سماعة الهاتف للحديث معه منذ زمن ؟
انظر إلى تصرفاتك وراقب تصرفاتك قبل أن تراقب تصرفات أصدقائك .
قد يرغب صديقك أن يبقى في حياتك و هذه نعمة ، لذلك لا تدفع أحداً بعيداً عنك لأنك تشعر بأنك مشغول فالخسارة تكون كبيرة عندما يتعلق الأمر بالصداقة