استخدام الجلد لعلاج السكري
اكتشف علماء من جامعة تورنتو ان التجاويف تحت الجلد قد تكون الموقع الأمثل لعلاج السكري من النوع الأول.وقد جاء الإكتشاف في ضوء دراسة تضمنت زرع خلايا بنكرياس تحت الجلد لانتاج الانسولين، وبالتالي تنظيم مستوى غلوكوز الدم. ويقول العلماء إن الجلد يتميّز بسهولة الوصول اليه، كما ان احتمالية تعرض الإنسان لمخاطر معه أقل بكثير من مواقع زرع أخرى. ويقولوا انه في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، تكون خلايا بيتا التي تصنع الأنسولين متضررة. وهذه الخلايا توجد في مناطق من البنكرياس تسمى جزر لانغرهانز. وعند زرع خلايا جديدة سليمة، يستعيد البنكرياس وظيفته، لكن المشكلة تكمن في وضع الخلايا المزروعة في مكانها الصحيح.
ويشير العلماء الى أن جزر لانغرهانز تنتشر في جميع أنحاء البنكرياس بين خلايا البنكرياس الأخرى المنتجة لانزيمات الهضم التي تصب في الاثني عشر. وهذا ما يجعل من غير العملي محاولة إجراء زراعة كهذه، إذ يمكن أن يتم إدخال الخلايا المزروعة الى منطقة البنكرياس التي تفرز خلاياها إنزيمات الهضم. ويقولوا ان بيئات أخرى مثل تجويف البطن أو الكبد ليست أفضل، فهي بيئات معادية يمكن أن تضر الخلايا المزروعة فتفقد وظيفتها. لكن التجاويف تحت الجلد توفر مساحة كبيرة، بما يدعم وجود جزر كثيرة، وهو أمر ضروري لهذا النهج في المعالجة.
اتجه العلماء إلى الجلد لأن الطريقة المتبعة حاليا في زرع الخلايا داخل الكبد تتطلب الكثير من الخلايا المانحة. ويشيروا الى أن هناك حاجة إلى كميات كبيرة من الخلايا المانحة في عملية الزرع، لأنه يتم عادة فقد 60% من الخلايا المزروعة خلال أل 48 ساعة الأولى. وهذا المقدار من الجزر يتطلب توفر 2 – 3 متبرعين مناسبين لكل مريض. ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة PNAS أن الاختبارات التي جرى فيها وضع جزر لانغرهانز تحت الجلد أظهرت عودة مستوى سكر الدم إلى طبيعته في غضون 21 يوماW.