ارتباط كثرة الجلوس بخطر الإصابة بالسرطان عند النساء
يرتبط الجلوس فترات طويلة بعدَّة أمراض، منها خطر الإصابة المتزايد بالسكري من النوع الثاني،وأمراض القلب. وقد وجدت دراسة حديثة أن الجلوس قد يكون مؤذياً، خاصة بالنسبة للنساء، وذلك بازدياد خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان.
كانت النساء المشاركات في الدراسة،اللواتي جلسن لأكثر من 6 ساعات في اليوم،أكثر تعرضاً لخطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وأحد أنواع سرطان الدم، مقارنة بالنساءاللواتي جلسن مدة تقل عن 3 ساعات في اليوم.
كما أظهرت الدراسة أن قضاء وقت فراغ أطول بالجلوس، يرتبط بخطر أكبر للإصابة بمرض السرطان لدى النساء،وذلك حسبما أورده الباحثون في الدراسة. ووفقاً للنتائج التي نُشرت في 30 حزيران 2015 في مجلة "علم أمراض السرطان والوقاية منه"، فإن النساء اللواتي جلسن أكثر من 6 ساعات في اليوم كنَّ أكثر عرضة للإصابة بنوع من أنواع السرطان بنسبة 10%.
درس الباحثون حالة حوالي70 ألف رجل و77 ألف امرأة ممن شاركوا في دراسة طويلة الأمد، تحت عنوان: "الدراسة الثانية للوقاية من السرطان"، في الجمعية الأميركية للسرطان ، على مدار 17 عاماً ، من 1992 حتى 2009. وقد تم تشخيص السرطان لأكثر من 12000 امرأة و 18000 رجل ممن شاركوا في الدراسة.
لم يكن معظم الرجال معرضين لزيادة خطر الإصابة بالسرطان بسبب الجلوس الطويل. ووجدت الدراسة أن الرجال البدناء منهم قد ارتبطت فترات الجلوس الطويلة بنسبة زيادة 11 % لخطر الإصابة بالسرطان. وقد كانت هذه الدراسة برئاسة ألبا باتل عالم الأمراض والأوبئة في الجمعية الأميركية للسرطان .
يقول الباحثون إن هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد النتائج، إلا أن هذه الدراسة كانت الأحدث ضمن مجموعة كبيرة من الأبحاث التي ألقت الضوء على التبعات الصحية بعيدة المدى لكثرة الجلوس .
وبالعودة إلى الوراء، فقد وجد الباحثون من دراسة أجريت عام 2010 بقيادة باتل أيضاً، أن الجلوس فترات طويلة قد ارتبط بحالات صحية تضمنت أمراض القلب، والسكري من النوع الثاني. وقد بينت هذه النتائج أن الجلوس وقلة النشاط قد يؤثران على عمل الكيماويات الأيضية في الجسم، والتي تنظم عدة أجهزة فيه.
كماوجدت الدراسة أيضاًأن النساء اللواتي جلسن مدة 6 ساعات فما فوق يومياً، كنَّ أكثر عرضة للوفاة خلال فترة ثلاثة عشر عاماً بنسبة 37 %،مقارنة بالنساء اللواتي جلسن مدة 3 ساعات أو أقل يومياً. أما الرجال فقد ازدادت نسبة خطر الوفاة بنسبة 17% عند نفس الفترة لأولئك الذين جلسوا على الأقل 6 ساعات يومياً.
يقول باتل: إن هناك عدة عوامل قد تفسر الصلة الأكيدة بين قضاء الوقت جلوساً والنسب المرتفعة للوفاة، فالوقت الطويل الذي يقضيه المرء جالساً بعيداً عن النشاط الجسدي، له تبعات أيضية هامة قد تؤثر في أشياءأخرى، مثل: التريغليسريد والبروتين الدهني عالي الكثافة ،والكولسترول، وغلوكوز البلازما، وضغط الدم المستقر. وهي من المؤشرات البيولوجية للبدانة وأمراض القلب، وغيرها من الأمراض المزمنة.
في بداية هذا العام 2015 ، نُشرت دراسة في مجلة "سجلات الطب الباطني" فوجدت أن الأشخاص الذين جلسوا فترات طويلة هم أكثر عرضة للموت بنسبة 24 % خلال فترة إجراء الدراسة، بما في ذلك أولئك الذين كانوا أكثر نشاطاً بعد فترات الجلوس الطويلة.
يقول الدكتور ديفيد ألتر –الباحث الرئيسي في هذه الدراسةوعالم في شبكة الصحة في جامعة تورنتو:( إن الإنسان العادي يمضي أكثر من نصف يومه جلوساً بين الجلوس أو مشاهدة التلفاز أو العمل على الكمبيوتر. وقد وجدت دراستنا أنه بالرغم من فوائد النشاط البدني في تحسين الصحة، فإن ذلك وحده قد لا يكفي للإقلال من خطر الإصابة بالأمراض).
تنصح الجمعية الأميركية للسرطان، الأشخاصَ الذين يعملون جلوساً في المكاتب، النهوضَ للقاء زملاء العمل بدلاً من استعمال البريد الإلكتروني، واستخدام السلالم عند الخروج أو الدخول إلى المكاتب، وممارسة التمطُّط كل فترة .