ماهي وسائل مساعدة الأطفال للنجاح في المدرسة
من المعروف أن الأهل هم أهم وأول معلم للطفل، لذلك عندما يهتم الأهل والعائلة بمدرسة أطفالهم، يصبح أداء الأطفال أفضل ويتحسن شعورهم تجاه الذهاب إلى المدرسة. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن ما تقوم به العائلة لنجاح الطفل في المدرسة أهم بكثير مما تجنيه أو من مستوى التعليم الذي وصل إليه الأهل.
ونقدم فيما يلي بعض عدداُ من الطرق التي تمكن الأهل من المساعدة في تعليم أطفالهم في المنزل وخلال السنة الدراسية :
اولاً: تطوير علاقة الشراكة مع معلمي الطفل والجهاز العامل في المدرسة:
1- اللقاء مع معلم الطفل: حالما تبدأ السنة الدراسية، حاول أن تجد طريقة للقاء معلم طفلك، وأعلمه أنك تريد مساعدة طفلك ليتعلم، وأوضح أنك تود من المعلم أن يتصل بك في حال وجود أية مشكلة لدى الطفل.
2- تعرف على العاملين في المدرسة: يوجد في المدرسة الكثير من الأشخاص لمساعدة طفلك على التعلم، وعلى أن ينمو اجتماعياً وعاطفياً وعلى مسايرة البيئة المدرسية. إن نشرة التعريف بهؤلاء الأشخاص ومجال عملهم تبين مسؤوليات المعلمين، والإداريين، والمسؤولين في المنطقة. تختلف كل مدرسة عن الأخرى ولكن هذا الكتيب سيقدم تعريفاً عاماً بالعاملين في مدرسة ابنك.
3- حضور اجتماعات المدرسين/ الأولياء، والاتصال الدائم مع معلم طفلك: يوجد في المدارس عادة لقاءات بين المعلمين والأولياء، فاحرص على التواجد دائماً. أما إذا فاتك أحد الاجتماعات يمكنك أن تطلب الاجتماع بمعلم طفلك في أي وقت خلال الأسبوع. إذا كنت مشغولاً ولا يمكنك الاجتماع به شخصياً، أرسل للمعلم رسالة قصيرة أو حدد وقتاً للحديث على الهاتف.
ثانياً: مساعدة الطفل أكاديمياً:
4- معرفة مستوى أداء الطفل: اسأل المعلم عن أداء طفلك خلال الصف مقارنة بالتلاميذ الآخرين. إذا لم يكن طفلك مجارياً لهم خاصة فيما يتعلق بالقراءة اسأله كيف يمكنك أو يمكن للمدرسة أن تساعد. من الضروري التصرف عاجلاً قبل أن يتأخر مستوى الطفل كثيراً. كذلك تأكد من اطلاعك على تقرير علامات الطفل كلما صدر.
5- اطلب خدمات خاصة إذا رأيت أن طفلك بحاجة لها: إذا كان الطفل يواجه مشكلة في التعلم، اطلب من المدرسة تقييم طفلك. قد يكون بمقدور المعلم توفير ما يلزم لطفلك ضمن الصف. إذا وجدت المدرسة عجزاً في قدرة طفلك على التعلم، فيمكن عندها أن يحصل على مساعدة إضافية مجاناً.
6- تأكد من إنجاز الطفل لواجباته المدرسية: يجب أن يعرف ابنك أنك تدرك أهمية التعليم وأنه لا بد من إنجاز الوظائف كل يوم. يمكنك أن تساعده لإنجازها عبر تهيئة مكان خاص للدراسة، وتحديد وقت منتظم لها، وكذلك إبعاد كل ما يصرف انتباهه خلال فترة إنجاز الوظائف كالتلفزيون والمكالمات الهاتفية. إذا كنت متردداً في مساعدة طفلك في كتابة وظائفه لأنك تشعر بعدم معرفتك الكافية بالموضوع، فيمكنك تقديم المساعدة بإظهار اهتمامك، وبمساعدته لتنظيم أموره، وكذلك تأمين المواد اللازمة، وبأن تسأل الطفل عن الواجبات اليومية، وتقوم بمراقبة العمل للتأكد من انجازه بالكامل، وكذلك عليك أن تمتدح الطفل على جهوده. تذكر أن كتابة الوظائف بدلاً منه لن يساعده على المدى الطويل.
7- البحث عن مساعدة لكتابة الوظائف إذا احتاج الأمر: إذا كان من الصعب بالنسبة لك أن تساعد طفلك على إنجاز وظائفه أو المشاريع المدرسية، ابحث عن أحد آخر يمكنه تقديم المساعدة. اتصل بالمدرسة، أو بمجموعة المعلمين، وبرامج ما بعد المدرسة، والكنيسة، والمكتبات، أو أي طالب أكبر، أو أحد الجيران أو الأصدقاء ممن يمكنه أن يقدم المساعدة.
8- مساعدة الطفل على الاستعداد للاختبارات: تلعب الاختبارات دوراً هاماً في تحديد درجة الطالب. قد يتقدم طفلك لاختبار مستوى أو أكثر خلال العام الدراسي، وقد يقضي المعلم مدة الحصة من أجل الاستعداد للاختبار طوال العام. هناك عدد من الوسائل يمكنك مساندة طفلك قبل وبعد تقديم اختبار المستوى، وكذلك هناك عدد من الطرق التي يمكنك بها تشجيع عادات التعلم لدى طفلك على أساس يومي مما يساعده ليكون مستعداً عندما يحين وقت الاختبار.
ثالثاً : المشاركة في مدرسة طفلك:
9-استعلم عما تقدمه المدرسة: اقرأ المعلومات التي ترسلها المدرسة إلى المنزل واطلب استلام المعلومات. تحدث إلى الأهل الآخرين لمعرفة البرامج التي تقدمها المدرسة. ربما يوجد برنامج للموسيقى أو نشاطات ما بعد المدرسة، أو فريق رياضي، أو برنامج تعليمي قد يستمتع به طفلك. احرص على أن تتابع المناسبات خلال كامل العام الدراسي.
10- التطوع في مدرسة طفلك و/ أو الاشتراك في مجموعة الأهل/ المدرسين: إن المساعدة من الأهل تحظى بتقدير المعلمين. هناك عدة طرق يمكنك المساهمة بها. قد تتطوع في صف طفلك أو في مكتبة المدرسة، أو إعداد الطعام لمناسبة ما في المدرسة. إذا كنت تعمل خلال النهار يمكنك حضور النشاطات المسائية أو حضور التمثيلية التي يشارك بها طفلك. تعطيك الاجتماعات فرصة جيدة للحديث مع الأهل الآخرين والعمل سوية لتحسين المدرسة.
رابعاً : الحصول على المعلومات ودعم الطفل:
11- اطرح الأسئلة: إذا أقلقك موضوع ما حول سلوك أو دراسة ابنك، اسأل المعلم أو الشخص المسؤول حول هذا الأمر والتمس نصيحتهم. قد تكون الأسئلة من نوع " ما هي المشكلة التي تواجه طفلي فيما يتعلق بالقراءة؟ " أو " كيف يمكنني أن أساعد لحل هذه المشكلة؟ " أو " كيف يمكنني إيقاف التنمر الذي يزعج ابني؟ " أو " كيف استطيع أن أجعله ينجز وظائفه؟ " أو " ما هي مجموعة القراءة التي ينتسب ابني إليها؟ ".
12- إعلام المدرسة بما يقلقك: هل مستوى أداء طفلك جيد في المدرسة؟ هل يواجه أية مشكلة في التعلم أو الدراسة أو السلوك؟ هل هناك أية مشكلة مع تلميذ آخر أو مع معلم أو موجه؟.
خامساً : تشجيع الدراسة في المنزل:
13- أظهر لأطفالك موقفاً ايجابياً حول التعليم: يمكن لما نقوله أو نفعله في حياتنا اليومية أن يساعدهم على اتخاذ موقف ايجابي تجاه المدرسة والتعليم وعلى بناء ثقتهم بأنفسهم كمتعلمين. حين نبين لأطفالنا أننا نقدر قيمة التعلم ونستفيد منه في حياتنا اليومية سيكون ذلك نموذجاً فعالاً ويساهم كثيراً في نجاحهم في المدرسة.
14- مراقبة ما يشاهده الطفل في التلفزيون وألعاب الفيديو واستخدام الانترنت: يقضي الأطفال حول العالم وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو واستخدام الانترنت أكثر مما يقضونه لانجاز وظائفهم أو النشاطات المدرسية الأخرى. عليك أن تكون حازماً حول الفترة التي يمضيها الطفل في مشاهدة التلفزيون وممارسته ألعاب الفيديو، وكذلك أن تساعده كي يتعلم كيفية الاستفادة من الانترنت بشكل صحيح وفعال.
15- تشجيع الطفل على المطالعة: إن أهم شيء يمكنك أن تفعله لتساعد طفلك على النجاح في المدرسة وفي الحياة، هو أن تساعده كي يصبح قارئاً. لا نبالغ في التأكيد على أهمية القراءة والمطالعة، فهي تساعد الصغار في جميع مناهج الدراسة والأهم أنها تقدم لهم مفتاح التعلم طوال حياتهم.
16- تحدث مع الطفل: يلعب التحدث والإصغاء دوراً هاماً في نجاح الطفل في المدرسة. يتحادث الأهل وأفراد العائلة عن طريق الاستماع. وعن طريق الاستجابة لتلك الأحاديث يبدأ الأطفال الصغار باكتساب المهارات اللغوية التي يحتاجونها للتقدم. مثلاً غالباً ما يواجه الصغار مشكلة تعلم القراءة إذا كانوا لا يسمعون الكثير من الأحاديث أو لا يتم تشجيعهم على التحدث، وهذا يؤدي إلى مشاكل مدرسية أخرى. إضافة إلى ذلك، فإن الطفل الذي لم يتعلم الإصغاء بانتباه غالباً ما يواجه مشكلة في التقيد بالتوجيهات وبالانتباه خلال الصف. من الضروري أن تظهر للطفل اهتمامك بما يقول، فالكلام مع طفلك يقدم بعض الأفكار الرائعة للاستفادة من المحادثة في تحفيز تطور اللغة.
17- تشجيع الطفل على الاستفادة من المكتبة: المكتبات هي الأمكنة التي توفر لكل شخص التعلم الاالاكتشافإن مساعدة طفلك على اكتشاف المكتبة ستضعه على الطريق الصحيح ليصبح متعلماً مستقلاً. وتذكر أن المكتبات تقدم للطلاب مكاناً لانجاز وظائفهم وغالباً ما تفتح في المساء.
18- تشجيع الطفل على تحمل المسؤولية والعمل دون الاعتماد على الغير: من السمات الهامة للنجاح في المدرسة تحمل المسؤولية والعمل باستقلالية يمكنك أن تساعد طفلك على تطوير هذه الميزات بوضع قوانين معقولة تفرضها باستمرار وتوضح للطفل أن عليه أن يتحمل مسؤولية ما يفعل سواء في المدرسة أو في البيت، كما يمكنك أن تعلمه كيفية تقسيم العمل إلى مراحل صغيرة، وتراقب ما يفعله بعد المدرسة في المساء وخلال العطلة الأسبوعية. إذا لم يكن بمقدورك التواجد في المنزل عند عودة الطفل، اعهد إليه بمهمة الاتصال بك هاتفياً عند عودته لمناقشة برامجه.
19- تشجيع التعلم المبسط: يحتاج الطفل إلى التعلم الحيوي وكذلك الهادئ كالقراءة وانجاز الوظائف. يشمل التعلم الحيوي طرح الأسئلة والإجابة علبها، حل المسائل، استكشاف الأمور ذات الاهتمام. ويمكن أن يتم التعليم الحيوي عندما يمارس الأطفال الرياضة، وقضاء الأوقات مع الأصدقاء، والتمثيل في المسرحيات المدرسية، والعزف على آلة موسيقية، أو زيارة المتاحف ومحال بيع الكتب. دعه يطلق الأسئلة ويبدي رأيه عندما تقرؤون الكتب معاً. عندما تشجع هذا النوع من تبادل الآراء في المنزل، سيزداد اهتمام الطفل بالمدرسة وتزداد مشاركته فيها.