ماهي أخطرالأنهار والبحيرات في العالم
الماء أساس الحياة، إلا عندما يكون عكس ذلك. في بعض الأحوال، يحتاج البشر للبقاء أبعد ما يكون عن بعض أماكن المياه، وإليكم المواقع الأخطر على سطح هذا الكوكب:
1- نهر يوتنتو، الأندلس، اسبانيا Rio Tinto, Andalusia, Spain
يتكون هذا النهرمن من مزيج سام من بقايا المعادن الثقيلة والأحماض السامة التي كانت تستخدم في عمليات التنقيب بسبب مخزونه الكبير من الذهب والفضة والنحاس والمعادن الثمينة الأخرى منذ مئات السنين ، مما جعل مياه النهر التي تجري على مسافة 62 ميلاً الى خليج كاديز متعددة الألوان ، ولكن مايدعو للإستغراب أنه برغم خطورة المياه الشديدة على البشربسب احتوائها الكثيف على فضلات المعادن والأحماض السامة ، إلا أنها لا تخلو من آثار للحياة، فقد لفت اهتمام علماء البيولوجيا الفضائية أن هناك نوعاً من البكتيريا لا تحتاج إلى الهواء وباستطاعتها العيش في ظروف قاسية تعيش في ريوتنتو وتتغذى على السلفايد والحديد الموجودين في صخر مهد النهر. ويعتقد هؤلاء العلماء أن قدرة هذه الميكروبات القاسية على الحياة في بيئة النهر الخارجة عن المألوف يجعل هذه البيئة مشابهة للعوالم الأخرى مثل قمر يوروبا والمريخ.
2- نهر سيتاروم، نهر سيتارو جاوة،اندونيسيا Citarum River,West Java, Indonesia
هو مصدر الماء لحوالي 28 مليون نسمة، وهو من أكثر أنهار العالم تلوثاً، إن لم نقل الأكثر. والسبب أن وجود المئات من المنشآت الصناعية المنتشرة في حوض هذا النهر قد أدى الى تلويث هذه المياه وإغراق النهر بنفايات الصناعات النسيجية والقمامة ومخلفات البشر. ويغذي النهر حقول الأرز، ويتم جمع المياه وغليها لاستخدامها في الطهي وكمياه للشرب. لقد اعتادت بعض العائلات أن تعتمد على الصيد لكسب الرزق، وقد بدلت الآن مهنتها، وأصبحت تنقذ النهر من الأشياء التي يمكن التجارة بها مثل القوارير البلاستيكية، والقفازات المطاطية، بل حتى أرجل الكراسي المكسورة. إلا أن منظر النهر ليس مثيراً للاشمئزاز إلى هذا الحد، ففي عام 2011 بدأ مشروع لإعادة تأهيل النهر وبكلفة 4 مليارات دولار من أجل إنقاذه وإنقاذ البشر الذين يعتمدون عليه. والأمل في أن يكون ذلك جديراً بإنفاق المال عليه.
3- بحيرة الغليان، الدومينيكان Boiling Lake, Dominica
بالرغم من أنها ثاني أكبر نبع حار طبيعي في العالم إلا أنها الأكثر حرارة، حيث توجد هذه البحيرة في منطقة تعرف بالوادي المقفر. تتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 180 إلى 197 درجة فهرنهايت أي ما يعادل 82 إلى 92 درجة مئوية، وهذه الحرارة على الأطراف فقط ، حيث لم يتمكن أحد من الاقتراب بما يكفي لقياس درجة الحرارة في وسط أو مركز البحيرة عندما تمتلىء بالمياه ، لأن منسوب هذه المياه ينخفض في بعض الأحيان، ثم يعود إلى الامتلاء بسرعة كبيرة، وكل هذا الجنون سببه الجيوب البركانية في المنطقة.، ومن هنا فإن حرارة هذه البحيرة أصعب من أن يتم التعامل معها.
4- البحيرة الزرقاء ، ديربيشاير، المملكة المتحدة The Blue Lagoon Derbyshire, UK
كان الإسم الأصلي لموقع هذه البحيرة محاجر أو مقلع فارهيل، ثم غمرته مياه الفيضانات بعد إغلاقه فتحول الى بحيرة ذات لون أزرق داكن ولكنها لا تصلح للسباحة أبداً لأن هاللون الأزرق للمياه يأتي من مواد كيماوية سامة موجودة فيه حيث تصل نسبة حموضة المياه الى 11٫3 ، ولتتمكن من تكوين فكرة واضحة عن مدى سوء ذلك، فإن نسبة الحموضة في الأمونيا هي 11٫5 ، ونسبتها في مواد التنظيف مثل مبيض الغسيل او الكلور المنزلي هي 12٫6، وبالإضافة الى ذلك كله تحتوي المياه أيضاً على القمامة والبراز والحيوانات النافقة. ولكن ذلك كله لم يردع بعض الأشخاص المغامرين من من الغطس فيها. وقد حاولت السلطات صبغ المياه باللون الأسود عدة مرات لمحاولة إيصال الرسالة والتحذير من السباحة او الغطس فيها ولكن كثافة الأحماض فيها كانت كفيلة بجعل المياه زرقاء نقية من جديد .
5- بحيرة هورس شو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة Horseshoe Lake, California, USA
تعتبركاليفورنيا موطن الشمس ورياضة الركمجة، ولكنها أيضاً موطن لبعض البحيرات السامة مثل بحيرة هورس شو التي تقع في منطقة بحيرات ماموث في مقاطعة مونو، حيث تعج هذه البحيرة بغازات ثاني أكسيد الكربون وسلفايد الهدروجين بتركيز عالٍ، والتي تشكل مزيجاً ساماً لم يقض على 170 آكر من الأشجار فقط، بل قتل البشر أيضاً. ففي عام 1998 قتلت هذه الغازات أحد المسافرين المشاة بعمر 58 عاماً وكان سليم الصحة، وفي عام 2006 قضت الغازات على دورية من ثلاثة عناصر. وهذا الهواء المسموم هو نتيجة للبراكين تحت الأرض التي أفسدت المنطقة بكاملها.
6- بحيرة مونو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة -Mono Lake: California, USA
وتقع في كاليفورنيا أيضاً، وهي إحدى أقدم البحيرات في الولايات المتحدة، كما أنها إحدى أخطرها. لقد ترسبت كميات ضخمة من الأملاح في البحيرة دون وجود مصرف لها، مما جعلها أكثر ملوحة بثلاث مرات من المحيطات، وأعطتها درجة حموضة بمقدار 10. وفي حين أن كل هذه الكمية من الملح سببها بعض الأعمدة المذهلة من الحجر البركاني_ وهي في الأساس مخازن طبيعية للحجر الكلسي_ إلا أنها جعلت من البحيرة مكاناً خطراً. أما مظاهر الحياة في ذلك المكان فتتلخص بوجود روبيان المياه المالحة والذباب ونوع خاص من الأشنيات والطحالب، أما الطيور التي تعيش بالقرب من البحيرة، فلن تطول حياتها كثيراً إذا رغبت بأخذ رشفة من ذلك الماء. لا تكون البحيرة سامة دائماً، لأن نسبة السمية تختلف حسب عمق المياه.
7- بحيرة كيفو، بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، أفريقيا Lake Kivu, between Rwanda and the Democratic Republic of Congo, Africa
لا تعتبر هذه البحيرة خطيرة بسبب موقعها فقط، فهي مميتة بسبب المخزون الهائل من ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميتان المحصور تحتها. وهذه الغازات غير ضارة تماماً بحد ذاتها، ولكن كل ما يتطلبه الأمر هو شرارة من انبعاث بركاني مثلاً حتى تنطلق هذه الغازات. وبسبب وجود الكثير من البراكين في المنطقة، فإن البحيرة بمثابة قنبلة موقوتة، وهي خطر على ملايين الأشخاص الذين يعيشون بجوارها. قد يحدث انفجار بسبب بعض الاضطرابات الناتجة عن محاولة استخراج هذه الغازات. ومن حسن الحظ، فإن هناك خطط قيد الإعداد حالياً لاستخراج تلك الغازات. وللإنصاف، فإن المخزون من غاز الميتان تحت البحيرة يكفي لحل كافة مشاكل الطاقة في رواندا، لذلك لا تبدو الصورة كما لو أن الهدف هو جني الأموال فقط، ولكن حركة واحدة خطأ ويحدث الانفجار، وتختفي بعض المناطق المجاورة.
8-بحيرة كاراتشاي، روسيا Lake Karachay, Russia
تشتهر روسيا بأدبائها العظماء وبالبرودة القارسة في فصل الشتاء ،وهي بطريقها الآن لتشتهر بسبب مياهها ذات النشاط الإشعاعي، وكل ذلك بسبب بحيرة كاراتشاي التي تقع هذه البحيرة في جبال الأورال، ولا تبعد كثيراً عن شركة ماياك والتي كانت سابقاً تنتج البلوتونيوم، بالإضافة إلى ذلك فقد تم إغراق سترونيتوم 90 وسيزيوم 137 في هذه البحيرة، وهما عبارة عن مزيج ذو نشاط إشعاعي ، وقد زاد الأمر سوءاً نتيجة كارثة الحاوية النووية في كيشيتم عام 1957، وكذلك كارثة تشيرنوبل عام 1986. ولهذه الأسباب مجتمعة يقال هذه الأيام أن البحيرة هي عبارة عن مواد صلبة أكثر منها ماء، ولا يمكن لأحد معرفة ذلك على وجه التحديد لأن الوقوف جانب البحيرة لمدة ساعة تقريباً يعرض المرء لجرعة قاتلة من الإشعاعات، وهذا ما يجعلها أخطر مكان على سطح الكوكب، وهي حتماً ليست المكان المفضل لقضاء العطلة.