ما أهمية التعليم في الطفولة المبكرة؟
أظهرت الدراسات أن الأطفال المسجلين في برامج التعليم الاستباقي Head Start يستفيدون من تلقي التعليم الرسمي قبل مرحلة الروضة. كما تبين إحدى هذه الدراسات أن الأطفال المسجلين في هذه البرامج كانوا أكثر انضباطاً وحصلوا على درجات أعلى في معدل الذكاء عند تسجيلهم في الروضة، من أقرانهم الذين لم يتلقوا تعليماً رسمياً، كما أنهم يتعلمون بشكل أسرع من الأطفال الذين لم يسجلوا في تلك البرامج.
يرى الذين ينتقدون التعليم في مرحلة ما قبل الروضة بأن الفوارق بين الأطفال المسجلين في برامج ما قبل المدرسة والأطفال الذين لم يتلقوا تعليماً رسمياً، يمكن ملاحظتها فقط خلال مرحلة الروضة والصفين الأول والثاني، أما في السنوات التي تلي ذلك فإن مستوى المجموعتين من الأطفال يصبح متماثلاً وكذلك الأمر من ناحية السلوك. لذلك قد يكون التميز لدى أطفال برنامج التعليم الاستباقي لعدد من السنوات، ثم بعد ذلك، يصبح أداء أقرانهم بنفس مستوى أدائهم. والمشكلة الأخرى في برامج التعليم الاستباقي هي أن الأطفال المؤهلين للدخول في تلك البرامج عادة ما يأتون من عائلات تعيش تحت مستوى الفقر، مما يعني أن تلك البرامج ليست متوفرة للأطفال من كافة الشرائح. ومع ذلك، يمكن للأطفال تلقي التعليم الرسمي بطرق أخرى غير برامج التعليم الاستباقي ومنها الرعاية النهارية والأهل الذين يقومون بتعليم أطفالهم. وبالرغم من أن الأطفال في برامج الرعاية النهارية يمكن أن يتطوروا فكرياً، إلا أن الفائدة تكون أكبر حين يتواجد الوالدان في المنزل مع أطفالهم ويقومون بتعليمهم.
يرى معظم المختصين بالتعليم في مرحلة الطفولة أن الأطفال الصغار يتعلمون أفضل عندما لا يتعرضون للضغط، وحين تتوفر لديهم الفرصة للتواصل مع أقرانهم، وعندما يعاملهم أهلهم ومعلموهم.
كما أنهم يتعلمون بشكل أفضل عندما تحتل التوجيهات والنشاطات التعليمية جزءاً صغيراً فقط من يومهم، وهذا صحيح بشكل خاص بالنسبة للأطفال المسجلين في برامج ما قبل المدرسة، لأنه لا يستحسن أن ينفصل الأطفال الصغار عن الوالدين لفترات طويلة. كما أنهم لا يستفيدون من البرامج إذا افتقر المعلمون للخبرة وإذا كانت الصفوف واسعة.
فوائد التعليم في سن مبكرة:
- مهارات اجتماعية جيدة.
- الحاجة إلى مقدار أقل من توجيهات خاصة خلال سنين الدراسة اللاحقة، أو لا حاجة لذلك.
- علامات أفضل.
- مدى انتباه واسع.
كما استنتج بعض الباحثين إلى أن الأطفال الذين يلتحقون ببرامج التعليم لمرحلة ما قبل المدرسة عادة ما يتخرجون من المدارس الثانوية ويلتحقون بالجامعات، وتقل لديهم المشاكل السلوكية ولا يتورطون بالجرائم في مراهقتهم وبداية سن الرشد.
لقد انتهت الدراسات التي تبين هذه الفوائد بالتفصيل خلال عقد الثمانينات. وبالإضافة إلى استفادة الأطفال ذوي النمو الطبيعي، فقد تبين أيضاً أن الأطفال الذين يعانون من مصاعب في التعلم أو من إعاقات جسدية أخرى يستفيدون بشكل كبير من التعليم في مرحلة ما قبل الروضة. كما أ، الأطفال الذين يتدخل أهلهم بتعليمهم لمرحلة ما قبل الروضة لا يحصلون على مثل هذا الإصرار. والأطفال الذين يتعلمون الحديث بلغة ثانية خلال سنوات تطورهم الأولى يكونون في وضع أفضل لتعلم اللغة الانكليزية في عمر مبكر.