كيف نزيد غذاء العالم؟
مع تزايد الطلب على الغذاء نتيجة تزايد عدد سكان الأرض وتحسّن مستويات المعيشة، وتغيّر المناخ الذي يهدد استقرار النظم الغذائية في جميع أنحاء العالم، يبحث العلماء في كيف يمكن لتنوّع المحاصيل على المستوى الوطني أن يزيد من استقرار الحصاد لجميع المحاصيل في أي دولة. علماء من جامعة مينيسوتا درسوا البيانات على مدى 50 سنة (من 1961م – 2010م) الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة – الفاو، حول العائد السنوي ل 176 نوعا من المحاصيل الزراعية في 91 دولة لتحديد مدى ثبات إمدادات الغذاء في كل دولة، وقابلية التنبؤ بها. الدراسة هي الأولى من نوعها التي تدرس العلاقة بين تنوّع المحاصيل الزراعية، والاستقرار الغذائي على مستوى الدول. لاحظ العلماء نمطا مثيرا للاهتمام، فالدول التي تزرع المزيد من المحاصيل تميل الى الحصول على إمدادات غذائية أكثر استقرارا. والدول التي لديها مجموعة متنوعة من المحاصيل تكون أقل عرضة لنقص حاد في الغذاء. ويقصد بهذا النقص أن تشهد الدولة في سنة إنخفاضا بنسبة 25% أو أكثر في اجمالي الانتاج في جميع المحاصيل مجتمعة.
ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Nature أنهم وجدوا أن الدول التي لديها بعض من أقل تنوّع للمحاصيل، واجهت نقصا حادا في الغذاء كل 8 سنوات. والدول التي كان لديها بعض أعلى تنوّع في المحاصيل واجهت نقصا حادا في الغذاء كل 100 سنة. ولاحظوا أن قدرات الري القوية في الدول لها أيضا تأثيرات كبيرة على الاستقرار في انتاج المحاصيل، مما يؤدي الى عدد أقل من السنوات التي تشهد نقصا حادا في الغذاء. أظهرت النتائج أيضا أن الدول التي تزيد من تنوّع المحاصيل بشكل مناسب يكون لديها امدادات غذائية أكثر استقرارا. وانه في مناطق العالم التي بها موارد مائية محدودة، أو حيث يكون الري المتزايد غير ممكن، فان تنوّع المحاصيل قد يكون مفيدا بشكل خاص، لأنه يسمح للمزارعين ليس بالمساعدة في استقرار امدادات الغذاء، وانما بتحسن الدخل أيضا.
كما وجدت الدراسة ما يأتي:
- استقرار امدادات الغذاء في أي دولة يعتمد على أنواع المحاصيل المزروعة. حيث يبدو أن الحبوب والبقوليات تؤدي الى امدادات غذائية أكثر استقرارا.
- يعتمد استقرار الامدادات الغذائية ليس فقط على وجود المزيد من المحاصيل، بل أن تكون هذه المحاصيل أكثر وفرة.
- تسبّبت موجات الحرارة في الاضرار بالمحاصيل واستقرارها، وبينما يزيد الاخصاب من المحاصيل، فانه لم يؤدي الى زيادة الاستقرار.
ويقول العلماء: من المتوقع أن تصبح امدادات الغذاء أقل استقرارا بسبب تغيّر المناخ. لذا على الدول تقييم تنوّع المحاصيل لديها للعمل على زيادة تنوّعها للحد من تأثيرات محتملة للتغيّر المناخي على انتاج المحاصيل. كما انه على الدول أن تنظر في فوائد أنواع المحاصيل الجديدة التي تتحمل الجفاف وزيادة الري وتداخل الزراعات والتجارة الزراعية الأكثر شفافية. ويقولوا انه من الضروري إجراء أبحاث لفهم أنواع ومجموعات المحاصيل التي تتناسب بشكل أفضل مع أنماط المناخات وأنواع التربة لتعزيز استقرار الامدادات الغذائية.