كيف نزيد أعداد الطيور في البيئة؟
تتراجع وفرة أنواع الطيور التي تعيش في بيئات زراعية في فنلندا وبلدان أخرى عدة في أوربا. وتبذل محاولات عدة لتصحيح الوضع بمساعدة الاعانات الزراعية والبيئية والمناخية التي يقدمها الاتحاد الأوربي للمنتجين الزراعيين لتنفيذ التدابير المفترض أن تكون مفيدة للبيئة. وبالرغم من تنوع هذه الاعانات ووفرتها، الا أن آثارها المحتملة على التنوع البيولوجي على المستويات الوطنية نادرا ما يتم بحثها بشكل كامل. دراسة لباحثين من جامعة هلسنكي أظهرت أن وجود المزارع الحيوانية العضوية في البيئات الزراعية أدى الى زيادة أعداد الطيور فيها، بالمقابل لم يكن لمعظم الاعانات البيئية الأخرى سو تأثير بسيط على أعداد الطيور. و المزارع الحيوانية العضوية هي مزارع لتنمية الحيوانات دون استخدام المضادات الحيوية وهرمونات النمو الصناعية، وتوفر للحيوانات تغذية عضوية بنسبة 100%، اضافة الى بيئة آمنة ونظيفة وحرة طليقة.
ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة PLOS ONE ان الاعانات الزراعية تشكل جزءا كبيرا من ميزانية الاتحاد الأوربي، وهي الشكل الأكثر أهمية لتمويل تحسين الظروف الطبيعية. وانه يجب تخصيص التمويل للاجراءات التي تفيد التنوع البيولوجي أكثر من غيرها. في جميع المزارع الحيوانية العضوية تستطيع حيوانات الانتاج الوصول الى المراعي. وغالبية المزارع الحيوانية العضوية في فنلندا مزارع للماشية، حيث تستطيع الماشية الرعي خلال أشهر الصيف. وبفضل تنوع نباتاتها ووفرة السماد، فان هذه المراعي مفضلة لدى العديد من أنواع الحشرات، بما يوفر أيضا المزيد من الطعام للطيور. وفي الواقع اظهرت الدراسة أن المزارع الحيوانية العضوية كانت مفيدة بخاصة للطيور التي تتغذى على الحشرات مثل السنونو والزرزور. ويقول الباحثون انه نظرا لتناقص أعداد طيور السنونو، تم اعلانها أنواعا مهددة بالانقراض في فنلندا، وهو وضع يمكن تحسينه بزيادة مساهمة المزارع الحيوانية العضوية في الانتاج الحيواني، وأمر يمكن للجميع اتخاذ قرار بالمساهمة فيه. ويضيف الباحثون بانه من المهم تحديد فاعلية التدابير التي تتطلبها الاعانات الزراعية والبيئية والمناخية الممنوحة للمزارعين من أجل أن يكونوا قادرين على تحسين التنوع البيولوجي للأراضي الزراعية بأقل قدر ممكن من التكلفة من الحكومات.