كيف تتعامل مع توتر الطفل لدى الابتعاد عنه؟
من المشاهد المحزنة أن تشاهد الأم دموع طفلها وارتعاشه عندما يحين موعد مغادرتها إلى العمل، إلا أن الأسوأ هو خوض هذه النوبة الشديدة من الغضب حتى إذا غابت الأم لأقل من دقيقتين عن طفلها.
كل تلك المؤشرات تدل على توتر الافتراق، أما الأخبار الجيدة فهي أن الطفل ليس مجنوناً، بل إن ذلك مجرد جزء من نموه الطبيعي.
تقول سو أتكنز مدربة الوالدين "يعتقد الطفل أن والدته قد رحلت إلى الأبد وسواء كانت الأم في المطبخ أو في الغرفة المجاورة أو في المكتب، فالأمر سيان بالنسبة للطفل، حيث سيقوم بكل ما بوسعه لمنع أن تختفي والدته."
لذلك، إذا كنت تواجهين انهياراً كاملاً حين تحتاجين لعدة دقائق لتكوني وحدك في الحمام أو عندما تقلين طفلك إلى المدرسة، إليك عدة نصائح يقترحها الخبراء لتساعد طفلك وتساعدك للتعامل مع قلق الافتراق:
1- لا تتسللي:
قد يكون من المغرِ أن تفعلي ذلك. لأنه يبدو كما لو أنك توفرين على طفلك القلق الذي لا داعي له، ولكن حسب علماء نفس الأطفال فإن ذلك وعلى المدى الطويل قد يزيد من التوتر لدى الطفل لاحقاً.
لا بد من التسليم بمشاعر الطفل وتهدئة قلقه، فمن الطبيعي تماماً الشعور بالقليل من الخوف، ولكن القليل من التعاطف قد يساعد طفلك على الشعور بالأمان وبتفهم مشاعره.
2- كوني مبتهجة عن الوداع:
يعكس الطفل بعض الأحيان سلوك والديه. حتى لو كنت حزينة لترك طفلك، فإنك تريدين أن يشعر بالأمان والمرح خلال غيابك عنه.
عليك الانتباه بشكل خاص للغة جسدك حين تودعين الطفل.
قفي بشكل منتصب وابتسمي للطفل لإعطاء نموذج وداع لطيف.
3- خططي لتكون مغادرتك بعد القيلولة أو وجبات الطعام:
حاولي أن تغادري عندما تكون مشاعر طفلك العاطفية في الحد الأدنى، أي تفادي الأوقات عندما يكون الطفل أكثر تعباً أو جوعاً أو قلقاً.
4- ضعي طقساً للمغادرة. مثل:
- مصافحة أو تلويح خاص.
- عناق أو قبلة أو مصافحة عالية.
- خصصي شيئاً محدداً لملئه "بالحب" وتعطيه لطفلك قبل مغادرتك، ربما يكون ذلك صورة أو أي شيء آخر.
- مهما كان تصرفك قبل المغادرة، كوني هادئة ومثابرة.
5- استخدام إطار للوقت يمكن أن يفهمه الطفل:
لتكن كلمة الوداع مليئة بالحب والسرور. كوني هادئة وأظهري الثقة بالطفل، وأكدي له أنك ستعودين، واشرحي له كم من الوقت سيمضي قبل عودتك.
من الصعب تماماً على الصغار إدراك معنى الوقت، لذلك يجب صياغته بشكل يقترب من المعنى الذي يفهمونه، كأن يكون ذلك بعد فترة النوم القصيرة أو بعد تناولهم الغداء.
6- غادري عندما تقولين ذلك:
لا تنسحبي ولا تعودي، لأن ذلك سيزيد الأمر سوءاً.
7- عودي عندما تعدين بذلك:
من المهم جداً أن تتأكدي من أنك ستعودين عندما تعدين طفلك بذلك، فهذا الأمر هام، لأن هذه هي الطريقة التي يكتسب فيها طفلك الثقة بإمكانية نجاحه خلال فترة ابتعادكما عن بعض. لذلك لا تخذليه فهذا يثير خوفه.
تذكري قبل كل شيء، أن هذه المرحلة ستمر، ولن تضطري إلى الأبد إبعاد اليدين المذعورتين عنك، فطفلك سيكون على ما يرام عندما تغادرين للعمل، مهما كان ذلك لا يبدو صحيحاً في الوقت الحاضر.