عالم ساحر في أعماق المحيط
بالرغم من أن الأزرق هو اللون المميز لمياه المحيطات، فان الأسود هو الوصف الأفضل للون ما يقرب من 90% من مياه الأرض. فمع الغوص في الماء، يتلاشى اللون الأزرق تدريجيا، ولا يتبقى الا الظلام الدامس ابتداء من عمق 200 متر تقريبا.
قد يعتقد البعض أن الحياة تختفي أيضا في هذه الأعماق، لكن الواقع غير ذلك. إذ تحتوي أعماق المحيطات والبحار على عالم كبير التنوع من الكائنات الحية بالغة الروعة والإثارة، تمتد من الحبار الزجاجي المنزلق الى الفراشات البحرية الطائرة الى الأسماك السامة المنسلّة.
رافق عالم ومصورالأحياء البحرية في الشتاء الماضي بعثة علمية بتنظيم من مركز هيلمهولتز للبحوث البحرية / ألمانيا لاستكشاف التنوع الحيوي في المياه العميقة حول جزر كيب فيردي الواقعة في أواسط المحيط الأطلسي. وقد استخدم الباحثون الكاميرات والإضاءة لتصوير كائنات الأعماق، واستخدموا الشباك لإحضار عينات من هذه الكائنات، كبيرة الحجم والمجهرية، الى السطح لدراسة خصائصها وتكيفاتها وأنماط سلوكها. وتوصلوا من ذلك إلى تكوين معرفة جديدة بالغة الإثارة عن عالم أعماق المحيط. ومن أمثلة ذلك: الأخطبوط الزجاجي الشفاف Vitreledonella richardi الذي يبقى من أكثر أحياء عمق المحيط غموضا.