طلبة العالم يشاركون العلماء دراسة الثدييات
يتعلم الأطفال في جميع أنحاء العالم العلوم من الكتب المدرسية واجراء التجارب وجمع البيانات من مصادر عدة. لكن ماذا لو كان ممكناً استخدام البيانات التي يجمعونها في دراستهم لمساعدة العلماء. علماء من متحف كارولينا للعلوم الطبيعية وجامعة نورث كارولينا يجرون دراسة موسعة عن الثدييات عن طريق التقاط الصور لها في حياتها اليومية. الدراسة eMammal يشارك فيها طلبة من صفوف رياض الأطفال حتى الثاني عشر، من 28 مدرسة وأربعة بلدان: الولايات المتحدة، الهند، المكسيك، كينيا. وما توصل اليه العلماء والطلبة كان مفاجئا للجميع.
في البداية كان العلماء قلقين من أن يصوّر الطلبة الكلاب والقطط والفئران، لكن النتائج كانت مفاجئة مع آلاف الصور التي شملت 83 نوعا من الثدييات الأصلية، بما في ذلك 12 نوعاً مهددة بالانقراض. فقد صوّر الطلبة مثلاً حيوانات وحيد القرن السوداء المهددة بالانقراض، ونمور البنغال.
عمل العلماء بداية مع المعلمين لمطابقة البروتوكولات العلمية مع المعايير التعليمية التي يحتاج المعلمون لتغطيتها. ثم، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، ساعد المعلمون الطلبة على وضع كاميرات تعمل بالحركة، على أسوار المدرسة أو بالقرب منها، وتحميل الصور الملتقطة على برنامج eMammal، وتحديد الأنواع التي تم تصويرها. وتحقق العلماء من الصور لاحقاً للتأكد من صحة التحديدات.
ما هو مهم للغاية حول الأنواع التي جرى تصويرها من قبل الطلبة، ملاحظة الانخفاض الكبير في التنوع الحيوي في مختلف أنحاء العالم. يحتاج العلماء الى مراقبة الاتجاهات لأغراض الحماية، بخاصة في الأماكن التي يعيش أو يعمل فيها الناس أو يذهبون الى المدرسة. أي فهم كيفية تعايش الناس مع الحياة البرية. ولمعرفة طبيعة علاقة موطن المدرسة مع المناطق الطبيعية. قارن العلماء تنوع الأنواع من هذه الدراسة بالدراسات السابقة التي قام بها بالغين مهتمين وباحثين محترفين، ووجدوا أنه في معظم البلدان كان تنوع الأنواع قرب المدارس مماثلاً لتنوعها في البيئة. وأن أداء الطلبة كان بجودة أداء البالغين في تحديد ومراقبة الحيوانات.
ويقول العلماء ان الطلبة لا يشاركون العلماء في دراساتهم، وعندما تحدث المشاركة، فإنها تشكل عبئاً على العلماء. لكن الصورة كانت مختلفة في هذه الدراسة مع صور الكاميرات، بما يمثل وسيلة فاعلة وزهيدة الكلفة لجمع البيانات التي تساعد على فهم توزيع ووفرة وسلوك الثدييات في مناطق مختلفة من العالم، اضافة الى توفير خبرة عملية في العلوم للطلبة. بالمقابل أفاد المعلمون أن مشروع eMammal أثار فضول الطلبة، وانهم كانوا أكثر استعداداً للمشاركة فيه مقارنة باهتمامهم بالأنشطة المدرسية الأخرى. وان حرصهم على اتقان العمل، سواء في استخدامهم للكاميرات أو جمعهم للبيانات، قد ازداد عند معرفتهم أنه سيحتفظ بعملهم في متحف سيمثسونيان. ويشير العلماء أن الطلبة تعلموا دروساً من العالم الحقيقي عن التواصل والحفظ. كما نظمت المدارس فعاليات عرضت فيها ما جمعه طلبتها من صور، مما أدى بالتالي الى نقاشات مجتمعية حول ادارة وحفظ الثدييات المحلية. كما تواصل بعض الطلبة مع المسؤولين الحكوميين وقدموا نتائج عملهم لهم.