بقي للتربة الزراعية ستون عاماً بعدها ستختفي من على سطح الكرة الأرضية
إذا استمرت المعدلات الحالية من حت التربة فإن التربة السطحية وهي التربة الصالحة للزراعة ستضيع حتى عام 2075 وذلك حسب رأي أحد كبار المسؤولين في الأمم المتحدة .
التربة السطحية هي الطبقة من التربة التي تحتوي على أكبر تركيز للمواد الغذائية و المواد العضوية و المتعضيات المجهرية و هي حيوية للحفاظ على أساس صحي للجذور و لنمو النباتات و لتمكين المزارعين من القيام بحراثة أراضيهم و إنتاج محاصيلهم الغذائية .
و يتطلب تشكيل ( 3 سم أي 1.2 إنش ) فقط من التربة السطحية مابين 500 – 1000 عام عبر التطورات الطبيعية .
إن التقنيات الحديثة في الزراعة و التي تتطلب أن يتم حراثة التربة و زراعتها من جديد كل عام إضافة إلى الاستخدام الجائر للمواد الكيماوية قد سببت التآكل التدريجي للتربة السطحية و يلعب قطع الأحراج و الاحتباس الحراري دوراً في ذلك أيضاً .
لقد ضاع ثلث التربة السطحية في العالم منذ قيام الثورة الصناعية و إذا استمرت التوجهات على هذا النحو فستضيع التربة السطحية في العالم خلال 60 عاماً و ذلك حسب بيان من الأمم المتحدة في اليوم العالمي للتربة .
تقول ماريا هيلينا سيميدو – نائب المـدير العام للموارد الطبيعية في منظمة الأغذية و الزراعة ( الفاو ) - : " التربة هي أساس الحياة و أن 95% من غذائنا يأتي من التربة " .
و حيث أنه من المتوقع أن يتجاوز تعداد السكان في العالم تسعة مليارات نسمة في منتصف القرن و مع الزيادة الضخمة في إنتاج الوقود الحيوي فإن حصة الشخص الواحد من مساحة الأراضي القابلة للزراعة و المنتجة ستكون في عام 2050 ربع المساحة التي كانت في عام 1960 إلا إذا حدث تحول جذري في الزراعة .
و تلعب التربة لإلى جانب توفيرها للغذاء دوراً أساسياً في دورة الكربون و تنقية المياه و يشكل إتلاف التربة حلقة مفرغة حيث يقل تخزين الكربون و تصبح المياه أكثر حرارة و يزداد حث الأراضي .
و بما أن نسبة الحت تتبدل من مكان لآخر " فإننا نخسر ما يوازي 30 ملعباً لكرة القدم من التربة في الدقيقة و معظمها بسبب الزراعة الكثيفة "" و ذلك حسب رأي فولكرت انجلزمان الناشط لدى الاتحاد العالمي لحركات الزراعة العضوية و الذي نحدث في المنتدى الذي أقيم في مقر منظمة الأغذية و الزراعة في روما .
يمكن للزراعة العضوية أن تقلل من المواد الكيماوية السامة و انبعاثات الكربون و لكنها تحتاج إلى المزيد من الأراضي و يمكن للبيوت البلاستيكية العمودية أن تقدم بعض المحاصيل إلا أن جدواها الاقتصادية و التقنية لم تثبت حتى الآن بالكامل .
في الثلاثينيات من القرن الحالي يمكن للقمح و الذرة المعمرين أن يمكنا المحاصيل من النمو باستمرار لمدة عامين أو أكثر مقدماً تطوراً ضخماً من المحاصيل السنوية التقليدية و قد تظهر حلول تقنية عالية على شكل لحم مرسوم بالأبعاد الثلاثية أو منتج في المخابر .
و في المستقبل البعيد يمكن للإنسان تطوير جسمه ليصبح لابيولوجياً جزئياً أو كلياً و يستجر الطاقة من مصادر أخرى غير الغذاء .
و مهما كانت الحلول المكتشفة في النهاية فإن هذا الإعلان من الأمم المتحدة هو تذكرة واقعية عن سرعة تحول عالمنا .