بروتينات الانقسام في الخلية تصطاد الميكروبات بشبكة DNA
في اكتشاف علمي بالغ الإثارة توصل علماء من ألمانيا والولايات المتحدة الى كشف أحد ألغاز عالم الخلية الساحر ... لغز يرتبط بكيفية مقاومة الخلية لمسببات المرض. فمن المعروف أنه يوجد في مجرى الدم خلايا مناعة تسمى الخلايا البيضاء المتعادلة، وهذه الخلايا عندما تواجه تهديداً من مسببات المرض، فإنها تطلق ما تحتويه من مركب مادة الوراثة DNA على صورة شبكة تحتوي مسبّب المرض. تسمى هذه الفخاخ من DNA فخاخ الخلايا المتعادلة خارج الخلية أو NETs.
ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Developmental Cell انهم حققوا خطوة مهمة في فهم كيفية إطلاق NETs، وكيفية منعها الفطر من إحداث إصابة في خلايا الفئران وخلايا الانسان. ويقولوا ان ما يحدث يمثل نوعا من الانتحار المفيد للخلية. فعندما تنهزم الخلايا المتعادلة في معركتها مع الميكروبات بالابتلاع، تعمل على إطلاق NETs. وعند ذلك فانها تعلّق نفسها في النسيج، وتحلل غلاف النواة الذي يفصل بين محتوى النواة ومحتوى السيتوبلازم.
هذه العملية الساحرة فتنت العلماء، إذ أن الخلايا عادة تحلل غلاف النواة قبل أن تنقسم. لذا إفترضوا أن الخلايا البيضاء المتعادلة تستخدم بروتينات إنقسام الخلية نفسها لاطلاق NETs. لاختبار هذه الفرضية عمل العلماء على تثبيط بروتينات إنقسام الخلية في الخلايا البيضاء المتعادلة لفأر، بحيث تم إطلاق مقدار قليل من NETs، فوجدوا أن خلايا الفئران لم تعد قادرة على مقاومة العدوى الفطرية. ولاحظوا الأمر نفسه في أدمغة بشرية مصابة بعدوى فطرية، وبالتالي أكدوا أن الخلايا البيضاء المتعادلة في الانسان تستخدم أيضاً بروتينات إنقسام الخلية.
يقول العلماء ان الهدف النهائي لأبحاثهم التدخل سريرياً سواء عند إطلاق الخلايا لمقادير قليلة جداً أو مقادير كبيرة جدا من NETs. ويقولوا ان ما اكتشفوه يمثل ظاهرة بيولوجية رائعة جداً.