اكتشاف مركبات عضوية سلف لمركبات الحياة
العلماء الذين يجهدون لفهم أصل الحياة في الكون، وجدوا مركباً عضوياً جديداً في المادة التي يتشكل فيها نجم مثل الشمس. فقد وجد علماء من جامعة كوين ماري في لندن، ولأول مرة، مركب أيزوسيانات الميثيل في نجم أولي، وهو النوع الذي تشكلت منه شمسنا والمجموعة الشمسية. ويقول العلماء ان هذا المركب واحد من عائلة من جزيئات ما قبل مركبات الحياة العضوية، ويعتقد أنها أسلاف للمركبات العضوية الأكثر تعقيداً مثل الببتيدات والحموض الأمينية المرتبطة بالكائنات الحية على الأرض. ويقولوا إن النتائج تشير الى أن المكونات الرئيسة لأصل الحياة يمكن أن تكون نتجت في مرحلة مبكرة من مراحل تشكل المجموعة الشمسية.
استخدم العلماء بيانات من تلسكوب ألما في تشيلي للكشف عن المركب هذا في المناطق الداخلية الدافئة الكثيفة من شرنقة الغبار والغاز المحيطة بالنجوم الصغيرة جداً في نظام النجوم المتعددة IRAS 16293 – 2422، ويقولوا أن الأرض والكواكب الأخرى في مجموعتنا الشمسية تشكلت من المادة المتبقية بعد تشكل الشمس، وبالتالي فان دراسة النجوم الأولية سيفتح نافذة على الماضي لعلماء الفلك، مما يسمح لهم بمراقبة الظروف المماثلة التي أدت إلى تشكل مجموعتنا الشمسية قبل أكثر من 4.5 بليون سنة.
ويقول العلماء في تقرير عن الدراسة نشر في مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society ان العثور على جزيئات معقدة مثل أيزوسيانات الميثيل في نجم أولي يشير الى أن الكواكب التي تتشكل حول النجم تبدأ وجودها مع مورد من المركبات الكيميائية لتكوين بعض أشكال الحياة. ويعتقد العلماء ان بعض مركبات ما قبل مركبات الحياة العضوية تتضمن جزيئات تشكل لبنات البناء للتراكيب المرتبطة بالحياة على الأرض، وأنها قد تكون تكونت في سحب الغاز والغبار بين النجمي في المراحل الأولى من تشكل النجم، ثم انتقلت إلى الكواكب والأجرام الأصغر مثل الكويكبات والمذنبات المتشكلة حول النجوم.
ويوضح العلماء أن المذنبات مثلا تحتوي على مجموعة واسعة من الجزيئات العضوية المعقدة والتي يكشف عنها عادة في المادة الواقعة بين المجموعات النجمية في المجرة، والمسماة الوسط بين النجمي. ونتائج الدراسات تقترح أن التركيب الكيميائي للمذنبات قد يكون موروثاً مباشرة من الوسط بين النجمي.