اكتشاف شيفرة صامتة في الخلية
اكتشف علماء من جامعة بنسلفانيا أن شيفرة صامتة من النيوكليوتيدات (الوحدات المكونة لمركب الوراثة DNA)، وليس الحموض الأمينية (الوحدات المكونة للبروتينات)، هي التي تحدد وظائف بعض البروتينات الحيوية في الجسم. ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة eLife ان البشر يمتلكون ستة أشكال من البروتين أكتين الذي يؤدي العديد من الوظائف بالغة الأهمية في الجسم. فهذا البروتين هو الأكثر وفرة في الخلايا، ويسمّى بروتين التدبير المنزلي. إذ أن أشكاله المختلفة تلعب أدواراً أساسية في النمو الجنيني وإنقباض العضلات وحركة الخلايا. وقد كان الاعتقاد السائد بين العلماء أن الأشكال المختلفة من هذا البروتين زائدة عن الحاجة وظيفياً، وانها تخدم كنسخ احتياطية تعمل عند حدوث خلل في الأشكال العاملة منه.
ويشير العلماء الى أن إثنين من أشكال أكتين الستة، وهما: بيتا أكتين، واي أكتين، متماثلين تقريباً. إذ يختلفان فقط في أربعة حموض أمينية. لكن هذين البروتينين التوأم يؤديان أدواراً مختلفة. وكان السؤال الذي حيّر العلماء على مدى الأربعين سنة الماضية، كيف يحدث هذا؟ الدراسة الجديدة أظهرت أن الوظائف المختلفة لهذين البروتينين لا تتحدد بتسلسل حموضهما الأمينية، لكن من قبل شيفرتهما الوراثية. بما يمكن تسميته "الشيفرة الصامتة". وأظهرت أن أجزاء من الجينات التي كان يعتقد أنها صامتة، هي تشفّر فعلا معلومات وظيفية مهمة جداً. ووجد العلماء ان هذه الاختلافات الصامتة في تسلسل النيوكليوتيدات تؤثر في كثافة الرايبوسومات، التي تترجم الشيفرة الوراثية الى بروتينات. وهذه الاختلافات تسبّب أخذ كل شكل من الشكلين التؤام للأكتين لدور مختلف في الخلية.