اكتشاف خمس مناطق في الجينوم تزيد من خطر الاصابة بالربو
الربو مرض التهابي مزمن يصيب أكثر من 300 مليون إنسان في العالم، منهم 10% - 20% من الأطفال، وله آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة. وهو نتاج عوامل وراثية وبيئية إضافة الى طبيعة نمط الحياة. دراسة دولية حديثة حددت خمس مناطق في الجينوم تزيد من خطر الاصابة بالربو. ويقول الباحثون في تقرير نشرته مجلة Nature Genetics ان الإكتشاف الرئيس في الدراسة يتمثل في أن الموقع الجيني المرتبط بالربو معزز بعلامات فوق جينية تميّز عوامل تعزيز الجينات. ويتمثل اكتشاف مهم آخر في الارتباطات المشتركة لمتغيرات مع الربو وأمراض المناعة الذاتية والأمراض ذات المكونات الالتهابية.
جمع الباحثون في الدراسة بيانات من نتائج دراسات أكثر من 45 مجموعة بحثية من الولايات المتحدة وأروبا والمكسيك واستراليا واليابان. وشملت البيانات ملايين المتغيّرات الجينية في الجينوم، عند أكثر من 142 ألف مصاب بالربو وغير مصاب به من أصول أوربية وافريقية ويابانية وأمريكا اللاتينية. وقد حددت التحاليل ما مجموعه 878 متغيّراً جينياً تنتمي الى 18 موقع في الجينوم مرتبط بالربو.
أظهرت الدراسة أن المتغيّرات المرتبطة بالربو تقع بشكل تفضيلي بالقرب من علامات فوق جينية في خلايا المناعة، بما يقترح دوراً لهذه المتغيّرات في تنظيم الآليات المرتبطة بالمناعة. كما أظهرت تشارك عدة جينات مرشحة، بالاستجابة المناعية للفيروسات، بما يسلط الضوء على أهمية العدوى الفيروسية في الاصابة بالربو. وأظهرت أن المتغيّرات الجينية المرتبطة بالربو لها تأثيرات على أمراض المناعة الذاتية وأمراض أخرى ذات مكوّنات التهابية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض النفسية العصبية.
ويقول الباحثون ان النتائج تسلط الضوء على أهمية الدراسات الوراثية واسعة النطاق في توصيف الأمراض المعقدة بشكل أفضل. وان هذه الدراسة تفتح آفاقاً جديدة للبحث، بدمجها للبيانات الجينية وفوق الجينية معاً، ومع العوامل البيئية، بهدف توضيح الآليات الفسيولوجية المرضية الكامنة وراء الربو وتعزيز تطوير علاجات جديدة.