إظهار الضعف لكسب الأصدقاء والتأثير على الناس
يبدو بديهياً أنك إذا أردت أن تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس عليك أن تبدي أفضل ما لديك وتركز على نقاط قوتك، لكن الكثير من العلماء يؤكدون العكس تماماً، فالطريقة لكي تكسب الثقة ومحبة الناس هي في الكشف عن عيوبك ونقاط ضعفك.
لا تحزن على الأمور التافهة:
في عام 1966 أجرى باحثون من هارفرد تجربة، صوروا فيها ممثلين يجيبان على أسئلة بشكل متطابق ما عدا ارتكاب أحدهما غلطة مضحكة ومثيرة للارتباك، ثم سألوا الطلاب عن رأيهم بهذين الشخصين اللذين في الفيديو.
كانت النتائج الأساسية أن الغلطة المضحكة جعلت المتسابق أكثر قبولاً، لأنها زادت من إمكانية التواصل معه وجعلته يبدو أقل قسوة وأكثر إنسانية.
الدراسات الأحدث توصلت إلى نفس النتيجة كل مرة، وهي أن العيوب والضعف تزيد من محبة الناس لنا. (الأشخاص الذين يعملون في مجال التسويق يمكن أن يأخذوا هذه النتيجة بعين الاعتبار )
الجرأة في ألا تكون مثالياً:
في مدونة حول أفكار مؤتمر التكنولوجيا والتسلية والتصميم (TED). أثار الكاتب دانيال كويل نقاشاً بأن الكشف عن نقاط ضعفنا يبني الثقة ويعجّل في تماسك الفريق. ويشرح كويل بالتفصيل ما يدعوها العلماء (عقدة الهشاشة) في تعزيز التماسك والتعاون.
تظهر عقدة الهشاشة عندما يتجرأ شخص على كشف نقطة ضعف ما، ثم يتجاوب شخص آخر بكشف نقطة ضعف لديه. ومن الواضح أن هذا الأسلوب لا يخلو من بعض المخاطر. فإذا لم يتجاوب الطرف الآخر بنفس الطريقة، فإن إظهار العيوب قد يرتد عليك سلباً، لذلك لا بد لك من الدقة في اختيار سياق الحديث. أما عندما يتم رد المبادرة فهذا يعني تشكل روابط ثقة قوية، مما يسمح للشريكين بالثقة المتبادلة والتعاون بشكل فاعل.
يبيّن كويل أننا نفكر بالثقة والهشاشة أو الضعف بالطريقة التي نفكر بها حول الوقوف على أرض صلبة والقفز نحو المجهول. إننا نبدأ أولاً ببناء الثقة ثم نقفز، لكن العلم يبيّن أننا نقوم بالأمر بشكل معكوس. فمعظمنا يرى الضعف حالة يجب إخفاؤها، إلا أنه حين يتعلق الأمر بايجاد مجال للتعاون، فلن يكون الضعف خطراً بل حاجة نفسية.
إن ما نستخلصه من هذا البحث لا يمكن أن يكون أوضح أو أكثر فائدة (حتى لو كان تطبيقه يحتوي على بعض المخاوف). إذا كنت تبحث عن صداقات وتحاول تعزيز تأثيرك، فإن إخفاء عيوبك سيرتد عليك سلباً، سيكون سلاحك السري هو إظهار نقاط ضعفك وعيوبك.