إختراق علمي قد يغيّر طريقة علاج الكولسترول
حقق علماء من معهد ميثوديست هيوستن للبحوث اختراقاً علمياً قد يغيّر الطريقة المعتمدة حاليا في علاج مشكلة ارتفاع الكولسترول، إذ وجدوا دليلاً جديداً يتحدّى اعتقاداً سائداً منذ 40 سنة عن مدى سرعة تخلص الجسم من الكولسترول. يتمثل الاختراق العلمي العرضي في اكتشاف مسار جديد في عملية إزالة الكولسترول، بما يشكل أساساً في تطوير عقاقير جديدة لتخفيض الكولسترول.
كان الغرض الأساسي من دراسة العلماء إثبات أن النموذج الحالي لنقل الكولسترول عبر الجسم صحيح، لكن إتضح أن هذا النموذج ليس صحيحاً تماماً. النموذج المعتمد منذ 40 سنة يفترض أن الكولسترول ينقل عبر الشرايين مع الليبيدات والبروتينات، ويبقى في الدم لعدة أيام قبل أن يزيله الكبد للتخلص منه. لكن ما تم اكتشافه كان شيئاً مختلفاً. فقد اكتشف أن الكولسترول يتخطى كل ذلك ويذهب مباشرة الى الكبد في غضون دقيقتين، اي أسرع بألف مرة مما كان يظن سابقاً. وفي حين أن معظم الدراسات كانت تتعامل مع الكولسترول الجيد HDL في شكله الناضج الموجود في الدم، فان الدراسة الأخيرة تعاملت مع الشكل المبكر منه المنتج من الخلايا. وهذا الشكل يذهب مباشرة الى الكبد، متجاوزاً الى حد كبير عملية التحول الى الشكل الناضج من الكولسترول.
ويقول العلماء في تقرير نشرته مجلة Arteriosclerosis, thrombosis, and Vascular Biology ان هذا لا يعني أن الممارسات الحالية في علاج الكولسترول الضار LDL غير صحيحة، لكن بدل ذلك يحتاج العلماء الى فهم أفضل في دور الكولسترول الجيد في أمراض القلب والأوعية الدموية، وكيف يمكن رفعه بطريقة تحمي القلب. إذ أن بعض المرضى الذين لديهم مستوى عال من الكولسترول الجيد، والذي يعتقد عادة أنه مفيد، هم في الواقع معرضين للخطر.
ويضيف العلماء ان الكولسترول الضار يمكن التحكم فيه بعقاقير الستاتينات الحالية. وسجل الأدوية الخافضة لمستوى الكولسترول الضار لا جدال فيه، وسوف يستمر العمل بهذه العقاقير. لكن الكولسترول الجيد يمثل نظاماً أصعب بكثير. وليس كل شئ يرفع مستواه يحمي القلب، وليس كل شئ يخفض مستواه يضر الانسان. وهكذا، فاننا نحتاج الى تصميم عقاقير جديدة لتخفيض كولسترول بلازما الدم بطريقة تأخذ في الاعتبار هذا المسار الجديد. ويقولوا اننا سوف نبحث في التداخلات، ربما الغذائية، أو الدوائية التي ترفع مستوى الكولسترول الجيد بطريقة تحمي الشرايين وتمنع أمراض القلب والأوعية الدموية.