هل تعتقد أن التكنولوجيا تجعلنا كسالى؟
في المنتدى الاقتصادي العالمي سلسلة ممتعة بعنوان "ماذا لو"، حيث يمكن للمدوّن أن يطرح سؤالاً مثيراً للتفكير (يتعلق بالتكنولوجيا من حيث المبدأ) حول المستقبل، وحال الانسان في الوقت الحاضر. أحد الأسئلة يقول: "هل ستكون مرتاحاً لتناول دواء تم تحميله من وصفة رقمية إلى طابعة ثلاثية الأبعاد في منزلك؟".
إنه سؤال ممتع لعدة أسباب ـ فهو شهادة حقيقية للثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها ـ إلا أنه يرسم صورة للصيدليات ومحلات بيع الأدوية وكأنها أصبحت جزءاً من الماضي فيما لو تحقق هذا الأمر.
لقد شاهدنا التكنولوجيا وهي تلغي كثيرا من المنتجات، إلا أننا لا نلاحظ دائماً كيف تجعلنا هذه الاختراعات نميل إلى التكاسل. لم نعد بحاجة للقيام بجولات بعد الآن للحصول على ما نرغب به من منتجات، فما علينا إلا أن نضغط على أحد الأزرار فيتم حل أكبر مشاكلنا.
تكنولوجيا تدفع إلى الكسل :
1- خدمات التوصيل:
لقد اعتدنا تدليل أنفسنا بين الحين والآخر بوجبة يتم إيصالها إلى المنزل، كالبيتزا أو الطعام الصيني، حسب الأقرب إلينا. لقد تطورت خدمات التوصيل والطلب عبر الإنترنت بسرعة كبيرة، إلى حد أننا لم نعد مضطرين في الحقيقة أن نغادر المنزل للقيام "بالمهام" بعد الآن. أصبح بإمكاننا الحصول على مواد البقالة، الملابس، وجبة الطعام، الغسيل، المكياج، إلى أمام باب المنزل (ويمكنك أن تضيف على هذه اللائحة أي شيء يخطر ببالك).
2- التشارك بوسيلة النقل:
منذ زمن ليس بالبعيد، لم يكن بمقدورنا استخدام التطبيق الذكي وتوقع وصول وسيلة نقل إلينا خلال دقائق من طلبنا. لو احتجنا إلى وسيلة نقل، ولم نتمكن من توقيف سيارة أجرة، كنا نضطر للمشي. وسواء كان هذا المشي إلى ركن أكثر ازدحاماً من أجل إيجاد سيارة أجرة، أو البحث عن أقرب وسيلة نقل عامة، أو المشي إلى وجهتنا، فلم نكن على استعداد للوقوف وانتظار مجيء وسيلة النقل إلى حيث نقف.
3- سيل من التسلية:
يتوفر لدينا الآن العديد من المصادر للتسلية. ففي متناول أيدينا هناك Netflix، Hulu، HBogo، Apple TV، I Tunes Store، وآلاف الساعات من التسلية التي يمكن الوصول إليها بسهولة إلى حد أننا لا نضطر إلى ترك مكاننا للبحث عنها. لا مزيد من الجري إلى شركات تأجير الأفلام ريد بوكس وبلوك باستر، أو حتى إلى المسرح.
4- التواصل الاجتماعي:
يبدو أن الرسائل النصية أو التخفي وراء وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت أكثر أنواع التواصل شيوعاً للجيل الشاب. إن رفع سماعة الهاتف للاتصال بأحد الأشخاص أصبح جهداً لا يرغب الكثيرون بالقيام به، مع أن هذا لا يتطلب الكثير من الجهد.
5- الاستفسار عن الاتجاه:
يعود الفضل لنظام تحديد المواقع (GPS)، وخرائط غوغل، Waze، وعدد كبير من أنواع تكنولوجيا التوجيه الأخرى في أننا لم نعد بحاجة لسؤال أحد عن الوجهة بعد الآن. لا مزيد من التوقف عند إحدى محطات الوقود لتعرف أين أنت. لا مزيد من قراءة الخرائط الورقية، فلدينا صوت صغير داخل هاتفنا يوجهنا إلى حيث نريد.
هل تعتقد أن من القسوة القول أن التكنولوجيا تجعلنا كسالى؟ أم تعتقد أن التكنولوجيا قد خففت من أعبائنا في القيام بجولات هنا وهناك، أو جعلت موضوع التوهان عن الطريق شيئا من الماضي؟ حاول أن تفكر قليلا في محاسن ومساوئ هذه الراحة المفرطة في إنجاز المهام.