هل انتهى عصر السرقات ؟
نحن نعيش في عالم مليء بالأشياء الثمينة وبعضها نادر وباهظ الثمن ، ومنذ فجر الإنسانية كانت هناك دائماً رغبة في السرقة، وعلى الرغم حظر القوانين والأخلاق لهذا الفعل ، الا أن ذلك لم يجدي نفعاً لأن السرقة متأصلة في الطبيعة البشرية ، ولكن مع التطور التكنولوجي المتسارع سوف تصبح السرقة وخلال السنوات القليلة القادمة امراً من الماضي ، وقد يكون من الصعوبة بمكان تخيل هذا المستقبل ، لكن المرء بحاجة فقط إلى التفكير في كل ماتمكنت التكنولوجيا من تحقيقه ليتأكد ان عصر السرقة سوف ينتهي .
- المكونات ذات القيمة العالية ستصعب سرقتها بفضل التكنولوجيا:
إن أجهزة الحاسوب رائعة، وسرعان ما ستكون مدمجة في كل شيء نشتريه؛ في قلمك وقدح القهوة وحذائك، في كل شيء. سيما وأن حجم أجهزة وقطع وأدوات الإلكترونيات الذكية تتقلص لتصبح أصغر حجماً بسرعة كبيرة مع مرور كل عام، مما يعني أن كل شيء في المستقبل سوف يشتمل على عنصر "ذكاء" مدمج فيه.
وهذا كله جزء من صيحة انترنت الأشياء التي تعمل عن طريق وضع مستشعرات إلكترونية مصغرة ومجهرية على أو في كل منتج مُصنَّع، في الآلات التي تصنع هذه المنتجات، (وفي بعض الحالات) حتى في المواد الخام التي تغذي الآلات التي تصنع هذه المنتجات.
ستتصل المستشعرات بالإنترنت لاسلكياً، وتُشغل في البداية بواسطة بطاريات مصغرة، ثم من خلال مستقبلات يمكنها جمع الطاقة لاسلكياً من مجموعة متنوعة من المصادر في البيئة المحيطة بهذه الأشياء . سوف تُمكن هذه المستشعرات المصنعين وبائعي التجزئة من مراقبة وإصلاح وتحديث منتجاتهم عن بُعد، الأمر الذي كان مستحيلاً فيما مضى.
وبالمثل وبالنسبة للشخص العادي، فإن مستشعرات إنترنت الأشياء هذه ستتيح لهم تتبع كل الأشياء التي يمتلكونها. هذا يعني أنك إذا فقدت شيئًا ما، فستتمكن من تعقبه باستخدام هاتفك الذكي. وإذا سرق شخص ما شيئاً يعود لك، فيمكنك ببساطة مشاركة معرّف مستشعر الممتلكات الخاصة بك مع الشرطة حتى يتعقبهم (على سبيل المثال مُعرف الدراجات المسروقة).
- تصميم ضد السرقة :
على غرار ما ورد أعلاه، يبني مصممو البرامج والمنتجات الحديثة المنتجات الذكية المستقبلية لتكون مضادة للسرقة حسب تصميمها.
وعلى سبيل المثال بإمكانك الآن تنزيل برنامج على هواتفك مما يتيح لك اغلاق ملفاتك الشخصية أو مسحها عن بُعد في حالة سرقة هاتفك. يمكن أن يسمح لك هذا البرنامج أيضًا بتتبع مكان وجود جهازك. حتى أن هناك برنامج يتيح لك إتلاف أو "إيقاف" هاتفك في حال سرقته. بمجرد أن تصبح هذه الميزات رائجة بحلول عام 2020، ستنخفض قيمة الهواتف المسروقة، مما يقلل من معدل السرقة الإجمالي.
وبالمثل، فإن سيارات المستهلك الحديثة ستكون عبارة عن أجهزة حاسوب مركبة على عجلات تسير. وتحتوي حالياً العديد من الطرازات الحديثة على تكنولوجيا للحماية ضد السرقة (بميزة التعقب عن بُعد) مدمجة فيها عند تصنيعها. تتميز النماذج الأغلى سعراً بميزة الحماية ضد الاختراق، بالإضافة إلى كونها مبرمجة للعمل بواسطة أصحابها فقط. سوف تصبح ميزات الحماية المبكرة هذه مكتملة عندما نرى السيارات ذاتية القيادة (القيادة الذاتية) على الطرقات، ومع ازدياد أعدادها، ستنخفض معدلات سرقة السيارات أيضاً.
وختاماً سواء أكان حاسوبك الشخصي المحمول أو ساعتك أو جهاز تلفازك الضخم، فإن أي جهاز إلكتروني تزيد قيمته عن 50 إلى 100 دولار سيحتوي على ميزات مكافحة السرقة المدمجة فيه وذلك في منتصف عام 2020. بحلول ذلك الوقت، ستبدأ شركات التأمين في تقديم خدمات إدارة رخيصة لمكافحة السرقة؛ وبالمثل أنظمة الحماية المنزلية. ستراقب هذه الخدمة ممتلكاتك "الذكية"، وتنبهك إذا أخذ أي شيء من منزلك أو غادر أي شخص دون موافقتك.
- العملة ستصبح رقمية:
من المرجح أن مستخدمي الهواتف الذكية قد سمعوا بالفعل الإعلانات المبكرة عن Apple Pay وGoogle Wallet، وهي الخدمات التي ستتيح لك شراء البضائع من المواقع الفعلية عبر هاتفك. بحلول أوائل العام 2020، ستكون طريقة الدفع هذه مقبولة وشائعة لدى معظم تجار التجزئة الرئيسيين.
ستؤدي هذه الخدمات وغيرها من الخدمات المماثلة إلى تسريع تحول الجمهور نحو استخدام الأشكال الرقمية للعملة حصراً، لا سيما ضمن أولئك الذين تقل أعمارهم عن سن الأربعين. وبما أن عددًا أقل من الناس يحملون العملات الورقية، فإن تهديد عمليات السطو سوف ينخفض تدريجياً. (الاستثناء الواضح لما ذكر هو الناس الذين يرتدون المعاطف المصنعة من الفراء الطبيعي والمجوهرات الثمينة.)