نماذج البنية الأسرية

تغيرت بنية الأسرة بشكل كبير خلال السنوات الخمسين الماضية، حيث ظهرت أشكال مختلفة من الأسر يمكن تحديدها بستة أنواع ، مع تشعب بعضها إلى فئات متعددة مثلاً أسرة الأب الأعزب التي تعيش ضمن أسرة ممتدة أكبر أو أسرة أم عزباء، وتتميز هذه الأسر عن بعضها من حيث التعريف ،إلا أنه من الناحية العملية تصبح الحدود بينهاأقل وضوحاًحيث لا توجد إجابة صحيحة أو إجابة خاطئة عند السؤال عن أفضل شكل من أشكال الأسر، ولكن من المؤكد أنه طالما كانت الأسرة ممتلئة بالحب و الدعم لأفرادها بعضهم لبعض ستكون ناجحة و مزدهرة .

وفيما يلي توضيحاً لكل نوع من أنواع البنية الأسرية :

1. الأسرة النووية :

و هي الشكل التقليدي للأسرة يتألف هذا النوع من الأب والأم و الأطفال ، و قد تمتعت هذه الأسرة باحترام المجتمع لفترة طويلة من حيث كونها الأسرة المثالية لتربية و تنشئة الأطفال، حيث يستمد الأطفال في هذا النوع من الأسر القوة و الاستقرارالنفسي والمادي من وجود الأم والأب معاً ومايحيط بهم من الأقارب .

2. الأسرة ذات الأب العازب او الأم العزباء :

إن هذا الشكل من أشكال الأسر هو أكبر تغيير شهده المجتمع فيما يتعلق بالبنية الأسرية خلال العقود الخمسة الأخيرة ، حيث يقوم الأب العازب أو الأم العزباء في هذا النوع من الأسر بتربية طفل أو أكثر دون وجود شريك يساعده في ذلك .

وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن واحداً من كل أربعة أطفال يولد لأم عزباءفي مختلف انحاء المعمورة ، و لكن الدراسات تشير أيضاً إلى أن هذه الأسر تكون عموماً قريبة من بعضها وتجد طرقاً للعمل سوية من أجل حل المشاكل كاقتسام الأعمال المنزلية وتحمل مسؤولية نفقات الحياة ، ولكن الأطفال لا يجدون العناية والرعاية الكافية لاضطرار الأب أو الأم للعمل ، وبالتالي يفقدون الكثير من القوة والاستقرار النفسي بسبب تقلص الدخل ومحدودية الرعاية ،على الرغم من أنها تتلقى المساعدة من الأهل و الأصدقاء .

3. الأسرة الممتدة :

تتألف بنية الأسرة الممتدة من شخصين بالغين أو أكثر تجمعهم صلة القربى بالدم أو بالزواج و يعيشون في نفس المنزل و هي تتضمن العديد من الأقارب يعيشون سوية و يعملون من أجل تحقيق أهداف مشتركة كتربية الأطفال و القيام بأعباء الأعمال المنزلية .

تتألف الكثير من الأسر الممتدة من أبناء العمومة و من العمات / الخالات و الأعمام / الأخوال و كذلك الأجداد و يعيش الجميع معاً .

قد يظهر هذا النوع من العائلات بسبب صعوبة الظروف المادية أو لعدم تمكن الأقارب المسنين من العناية بأنفسهم ، وتشير الإحصائيات إلى تزايد هذا النوع من الأسر في العالم بسبب ارتفاع تكاليف الحياة .

4. الأسرة بدون أطفال :

بالرغم من أن المفهوم التقليدي والسائد للأسرة يعني وجود أطفال فيها ،إلا أن هناك أزواجاً إما لا يمكنهم إنجاب الأطفال أو أنهم اختاروا عدم الإنجاب .

ويطلق على هذا النوع من الأسرة في بعض الأحيان لقب ( الأسرة المنسية ) لأنها لا تطابق المقاييس التقليدية التي وضعها المجتمع للأسرة ، ويتألف هذا النوع من الأسر من الزوج و الزوجة اللذين يعيشان و يعملان معاً .

يقوم الكثير من الأسر بدون أطفال بتربية أحد الحيوانات الأليفة أو تكون صلاتهم وثيقة مع أبناء و بنات أخوتهم كبديل عن أطفالهم .

5. الأسرة مع زوج للأم أو زوجة للأب :

ينتهي ما يزيد عن نصف الزيجات بالطلاق و يختار الكثير من هؤلاء الزواج ثانية و هذا ما يخلق الأسرة مع زوج للأم أو زوجة للأب و هي تتشكل من عائلتين منفصلتين اندمجتا في عائلة واحدة جديدة فهي تتألف من زوجة و زوج جديدين مع أطفالهما من زيجات سابقة، و هذا النوع من الأسر شائع بقدر الأسرة النووية ، ويتعرض الأطفال في النوع لمشاكل أكثرويكزنوا بحاجة للوقت والمساعدة للتكيف مع ظروف الأسرة الجديدة و كذلك يكونوا بحاجة الى المزيد من التفهم لموضوع الانضباط و النظام .

6. أسرة الأجداد والجدات :

يقوم الكثير من الأجداد او الجدات بتربية أحفادهم لأسباب مختلفة , وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن طفلاً من أصل أربعة عشر طفل يربيه جده أو جدته دون وجود الأبوين في حياته، و قد يكون ذلك بسبب الوفاة أو الانفصال أو الهجرة و قد يضطر الجد أو الجدة للعودة إلى العمل أو البحث عن مصادر إضافية للدخل لتساعدهم على تربية أحفادهم .