نظرة جديدة حول أسلاف أشكال الحياة المعقدة
قدّم علماء من جامعة بريستول نظرة جديدة حول أصل البكتيريا القديمة، المسماة الأثريات، وهي مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة تمثل أسلاف جميع الكائنات الحية معقدة التركيب، وواحدة من أكثر الكائنات الحية الدقيقة تنوعاً جينياً وبيئياً. فهذه الكائنات تزدهر في تنوع واسع من البيئات، من التربة والمحيطات كغيرها، إلى البيئات المتطرفة مثل المياه المعدنية الحارة، والتربة المالحة والحمضية أو الغنية بالميثان.
وفر العلماء شجرة تطورية جديدة للأثريات ستساعد في فهم تنوعها البيولوجي، وتوفر نافذة جديدة للتاريخ المبكر للحياة على الأرض، غير المحفوظ في السجلات الأحفورية. فمع تطوير تكنولوجيات جديدة لتكوين تسلسل للجينومات مباشرة من البيئة، تم اكتشاف مجموعات عدة جديدة من الأثريات. لكن بالرغم من أن هذه الاكتشافات ساعدت في تطوير الفهم لتنوّع الأثريات، إلا أنها فشلت في تحقيق الوضوح للتاريخ التطوري للمجموعة، والسبب، كما هي الحال مع غيرها من الكائنات الحية الدقيقة، حصولها على مادة وراثية من كائنات حية ذات صلة بعيدة عن طريق الانتقال الجانبي غير المباشر لهذه المادة اليها، وهو ما يعقد إعادة بناء التاريخ التطوري.
في البحث الجديد، استخدم العلماء نهجاً إحصائياً جديداً يجمع بين المعلومات المستمدة من آلاف الجينات الموجودة في العديد من جينومات الأثريات المختلفة، لإظهار كيف يؤثر الانتقال الجانبي غير المباشر للجينات في توجيه التطور، بما يوفر فهماً للعلاقات العميقة في الشجرة التطورية، لهذه الكائنات التي قد تكون ظهرت قبل 3.5 بليون سنة.