مشاهد بانورامية لطريق جوجل في أعماق البحر
تقدم خاصية طريق جوجل للمشاهد البانورامية رؤية جديدة لعالم ما تحت البحار لتكشف ليس عن جمال الأعماق فحسب، بل لتلفت الأنظار أيضاً إلى الأضرار التي أصابت محيطات المعمورة جراء التغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر.
بوسعك الآن السباحة مع الحيتان دون أن تتبلل بفضل خاصية هذا الطريق Google street view من جوجل التي تساعد المستخدمين على القيام بجولات في أعماق المحيط.
وفقاً لمدونة جديدة نُشرت يوم 4 يونيو 2015، نشرت جوجل صوراً جديدة عبر هذا الطريق لأكثر من 40 موقعاً تحت البحر من مختلف أنحاء العالم، من بينها صور لجزر ساموا الأمريكية الواقعة في المحيط الهادي الجنوبي وجزر شاجوز التي تقبع في المحيط الهندي، إلى جانب صور لعمليات غوص في أعماق البحار المحيطة بمقاطعة بالي وجزر البهاما والحيد المرجاني العظيم، وكذلك إتاحة رؤية جمال الحيتان والأسماك وغيرها من المخلوقات التي تعيش تحت سطح البحر إضافة إلى الشعاب المرجانية وحطام السفن ومواقع أخرى تستحق الاهتمام.
تعتبر الصور الجديدة بمثابة إضافة جديدة لجوجل، التي عادة ما تبقي على سير الجولات التي تتم عبر خدمة ستريت فيو فوق سطح المياه، بيد أن الجولات الافتراضية تعد أكثر من مجرد دليل كونها توفر للمستخدمين فرصة التأمل فيما يحمله البحر من أسرار وعجائب تخلب الألباب، كما وشهد يوم المحيطات العالمي الموافق لـ 8 يونيو/ حزيران 2015 نشر حزمة من الصور بغية لفت أنظار المعنيين والمتابعين إلى الأضرار التي لحقت بالمحيطات والمساعي التي تُبذل من أجل الحفاظ على عالم الأعماق.
"يعد المحيط موطناً لمعظم أشكال الحياة على الأرض، ويعمل كنظام لدعم الحياة، إذ يتحكم بكل شيء ابتداءً من الطقس وتساقط الأمطار وانتهاءً بالأوكسجين الذي نتنفسه." وفقاً لما ذكرته شركة جوجل في مدونتها "لكن على الرغم مما للمحيط من أهمية أساسية، فإنه أحواله تتبدل بسرعة نظراً للتغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر، مما يجعله من أخطر المشاكل البيئية التي تواجهنا اليوم."
وحرصاً منها على زيادة الوعي لدى الناس بالبحر وطبيعته، أنشأت جوجل الصور بالتعاون مع فريق XL Catlin Seaview Survey ومكتب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA's Office of National Marine Sanctuaries وهيئة المحميات البحرية الوطنية Chagos Conservation Trust ، وهي هيئات متخصصة في دراسة المحيطات تكرس طاقاتها لتوعية الناس حول المخاطر التي يواجهونها.
تقول شركة جوجل في بيان لها: "إن رسم خريطة للمحيط عامل رئيسي في حمايته، وكل صورة تُعرض ضمن خرائط جوجل هي عبارة عن سجل رقمي لموقع محدد عبر النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) مأخوذة لعالم ما تحت البحار والبيئات الساحلية."
مثال على ذلك: يواجه الحيد المرجاني العظيم مخاطر عدة نظراً لازدياد العواصف وارتفاع درجات حرارة المياه وبالتالي يتحول لون المرجان إلى اللون الأبيض، ويمكن للمرء تصفح الصور المعروضة عبر جوجل وتعقب التغييرات التي تحدث في ألوان الشعب المرجانية.
وكما هو الحال مع كافة صور ستريت فيو، بوسعك الاستفادة من خاصيتي تكبير وتصغير الصور وتحريك المؤشر في أي تجاه للحصول على رؤية بانورامية أثناء تصفحك للصور المتوفرة، يُضاف إلى ذلك أن عدداً من الصور الأخّاذة تساعدك على الاقتراب أكثر من مخلوقات غاية في الجمال تتخذ من المحيط موطناً لها، فمن خلال إحدى الصور يمكنك مشاهدة سلحفاة بحرية تسبح في محيط جزر سليمان، وصورة أخرى تسمح لك بالاقتراب من حوت عملاق في مياه جزر كوك، وصورة ثالثة ترى من خلالها سمك القرش الأبيض الكبير في أستراليا، وصورة رابعة لسمكة شمس ضخمة (مولا مولا) تسبح في مياه بالي.
في نهاية المطاف، تسعى جوجل إلى نشر المزيد من الصور الملتقطة عبر خاصية ستريت فيو لأعماق المحيطات وجعلها متاحة للناس كي يتسنى لهم التعرف الأكثر على تلك الأعماق وفهم التغيرات التي تشهدها وستشهدها خلال الأعوام القادمة.