مرحلة ما قبل المدرسة طقوس انتقالية شائعة فهل هي ضرورية
في الزمن الماضي لم يذهب الأطفال إلى الحضانة مطلقاًأما بعض الأطفال الذين ذهبواإليها فقد أمضوا صباحهم في القص واللصق واللعب ،ولكن في هذه الأيام أصبحت مرحلة الحضانة شائعة جداً وكأنها طقوس انتقالية إلى مرحلة المدرسة،ولكن السؤال هو هل تقوم الحضانة فعلاً بإعداد الصغار لمرحلة الروضة ثم المدرسة؟ هل هذه فكرة جيدة ؟
يقول العديد من الخبراء أن الأمر ليس كذلك :" تظهر الأبحاث أن الحضانة التدريسية لا تقدم للصغار ميزات بعيدة المدى من الناحية الأكاديمية بل تجعلهم أكثر قلقاً " .
و تقول روبيرتا غولينكوف مؤلفة كتاب (أينشتاين لم يستخدم بطاقات لامعة Einstein Never Used Flash Cards ) "كيف يتعلم أطفالنا و لماذا يحتاجون للمزيد من اللعب و القليل من الحفظ " . و على الرغم من اختلاف كل حضانة عن الأخرى إلا أن هناك سمات مشتركة بين الجيدة منها .
ترى مارثاموك البروفسور المساعد في جامعة روتشستر ورنو للتعليم : " أن الأطفال الصغار يتعلمون بشكل أفضل عن طريق التفاعل الهادف مع مواد حقيقة و مع كبار يهتمون ومع أقرانهم و ليس عن طريق تنمية مهارات منعزلة " .
و يقول خبراء تنمية الطفل إن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ( الحضانة التدريسية ) غالباً ما يتعلمون الرياضيات و القراءة على حساب المهارات الاجتماعية ، كما أن الأطفال في البرامج المعتمدة على اللعب يتمكنون من تدارك الأمر أكاديمياً في حين قد لا يتمكن الصغار ذوي الخلفيات التدريسية من تداركه اجتماعيا أبداً و قد يكون هذا الأمر مدمراً لاحترامهم لذاتهم .
و مما يثير الاستغراب عدم موافقة مؤيدي الحضانة التدريسية على ذلك حيث تقول شيرلي ميس مديرة مدرسة ستراتفورد في لوس غاتوس/ كاليفورنيا:" أن الأطفال في هذا العمر المبكر مثل الإسفنج و كلما زادت كمية المعلومات التي تعطى لهم كلما كان ذلك أفضل "بينت أيضاً أن البرنامج يتضمن وقتاً للعب،ومع ذلك تضيف " أن البرنامج ليس مخصصاً للأطفال ذوي النشاط المفرط وأن البرنامج أفضل للطفل الذي بإمكانه الجلوس والتركيز لمدة 20 – 30 دقيقة " .
يعتبر الكثير من الأهل أن أطفالهم مستعدون لهذاالتحدي حيث تقول أحدى الأمهات التي ارتاد ابنها الحضانة التدريسية في مرحلة ما قبل المدرسة: " إنه فضولي جداً يطرح الكثير من الأسئلة،يفهم الأمور بعمق و بشكل عام هو متقدم من حيث الإدراك بالنسبة لعمره " .
وعلى العكس من النوع النمطي للأهل المتطلبين فإن الكثير من العائلات ترسل أبنائها إلى الحضانة التدريسية ( ما قبل المدرسة ) و ترسل إخوته إلى المدرسة التقليدية المعتمدة على أساس اللعب و ذلك حسب شخصية الأطفال و يختار آخرون ثلاثة أيام في الأسبوع في برنامج أكاديمي و يومين في الأسبوع في مدرسة تعتمد اللعب على أمل تحقيق الأفضل في كلا المجالين .
و سواء كنت تشعر بأن طفلك سينجح أكثر في بيئة فيها الزوايا مغطاة بالقماش الملون و فيها طاولات الرمل أو في بيئة ذات منهاج دراسة نظامي ، فإن الأخبار الجيدة هي أن هنالك الكثير من الخيارات ، لذلك يجب عليك التأكد بأن الوظائف المنزلية في هذه المرحلة المبكرة من عمر الطفل يجب أن لا تزيد أبداً عن الوقت الحر لأن اللعب هو مكون أساسي لشخصية الطفل ويجب أن يتوفر لهذا المكون وقتاً كافياً حتى تتكامل وتنمو شخصيته بشكل متوازن.