ما مستقبل الأرض جليد أم مياه؟
في اطار مشروع GlacierMIP ، وهو مشروع دولي لمقارنة أبحاث الأنهار الجليدية بهدف فهم التغيّرات الجليدية ومساهماتها في ارتفاع مستوى سطح البحر، أجرى باحثون من جامعة ألاسكافيربانكس مراجعة لبيانات البحوث الجليدية، قارنوا فيها بين 214 عملية محاكاة للأنهار الجليدية من ست مجموعات بحثية حول العالم. ويقول الباحثون ان جميع العمليات ترسم الصورة نفسها: يمكن رؤية الأرض بحلول عام 2100م، على شكل كوكب به القليل من الجليد والكثير من المياه. ويوضح الباحثون في تقرير نشرته مجلة Journal of Glaciology، من المتوقع أن تخسر الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم من 18% - 36% من كتلتها، بحلول ذلك العام، مما سيؤدي الى ارتفاع مستوى سطح البحر عالميا بمقدار 25سم.
ربطت المجموعات البحثية دراساتها الخاصة بأكثر من 25 نموذج مناخي باستخدام سيناريوهات مختلفة تستند الى مسارات مختلفة لتراكيز غازات الدفيئة والظروف الجوية المعتمدة دوليا حول تغيّر المناخ. وقد درس باحثو جامعة ألاسكافيربانكس التغيّرات الجماعية لأكثر من 200 ألف من الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم. ولم تشمل الدراسة الصفائح الجليدية الشاسعة في غرينلاند أو الدائرة القطبية الجنوبية، والتي يختلف سلوكها عن الأنهار الجليدية الجبلية والبرية، والتي تتطلب طرائق فريدة للنمذجة. تشير النتائج الى أن الأنهار الجليدية الأصغر قد تلعب دورا في ارتفاع مستوى سطح البحر أكبر مما كان يعتقد الباحثون سابقا. ويقول الباحثون، ركزت معظم الأبحاث السابقة على الصفائح الجليدية في غرينلاند والدائرة القطبية الجنوبية بسبب حجمها وبروزها، لكن تأثير الأنهار الجليدية الأصغر مهم. مثلا، ستخسر الأنهار الجليدية في ألاسكا البالغ عددها 25 ألف نهر، ما بين 30% - 50% من كتلتها بحلول نهاية هذا القرن. وبالتالي ستكون ألاسكا أكبر مساهم اقليمي بارتفاع مستوى سطح البحر في نصف الكرة الشمالي، باستثناء غرينلاند.