ما أهمية بكتيريا المحيطات؟
اكتشف فريق من الباحثين من جامعتي كالمار وغوتنبرغ/ السويد في عام 2007م، صبغة فريدة من نوعها لالتقاط الضوء في البكتيريا البحرية، بما يضاد الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة أن الطحالب هي الكائنات الحية الوحيدة في البحار التي يمكنها استخدام ضوء الشمس لتنمو. تقوم الطحالب البحرية المجهرية بعملية البناء الضوئي باستخدام صبغة الكلوروفيل والعديد من الأصباغ الأخرى بطريقة تشبه نباتات اليابسة. في عام 2000م، وجد الباحثون الأمريكيون ولأول مرة أن العديد من البكتيريا البحرية تحمل جينا لنوع غير معروف من الصبغة الحساسة للضوء، تسمّى بروتورودوبسين، وتشبه الى حد كبير صبغة رودوبسين في شبكية العين التي تمكننا من رؤية الألوان.
يفترض الباحثون أن الصبغة الجديدة يجب أن تستخدم في عملية البناء الضوئي. لكن فقط عندما قاموا بجمع 20 نوعا من البكتيريا البحرية من مناطق مختلفة من المحيطات، ورسم خرائط جينوماتها، اكتشفوا فعلا صبغة بروتورودوبسين. وقد أثبتت التجارب المخبرية بوضوح أن البكتيريا تستخدم هذه الصبغة في الحصول على الطاقة من أشعة الشمس. ونظرا لاحتواء اللتر الواحد من مياه البحر الطبيعية على نحو مليار من البكتيريا، فان الإكتشاف يمثل خطوة مهمة في فهم كيفية استخدام الحياة البحرية لطاقة الشمس. من هذا المنظور الجديد تماما، يجب أن تكون كمية المادة العضوية التي تنتجها بكتيريا البناء الضوئي ذات أهمية كبيرة لدورة الكربون، وتلعب دورا كبيرا في ثاني أكسيد الكربون البحري، ودورات التغذية. ويقول الباحثون ان هذا النوع من البروتين قد يلعب دورا مهما من الناحية الاقتصادية والبيئية لتطوير البناء الضوئي الصناعي للانتاج الصديق للبيئة من الطاقة.