لماذا يحلم الملايين من الشباب وشركات التكنولوجيا بوادي السيليكون؟
وادي السيليكون Silicon Valley ليس كأي مكان آخر في أمريكا، فهو جزء من العالم يسبح في بحر من المال والنجاح، بل هو المكان الذي تنطلق منه المرحلة القادمة في مجال الصناعة والتكنولوجيا العالمية. ويحتضن سيليكون فالي شركات التكنولوجيا العملاقة التي تقدم ابتكاراتها وتقنياتها الى ملايين الأشخاص في جميع انحاء المعمورة، ومن أهمها:
- شركة آبل Apple التي تمتلك 200 مليار دولار متجسدة في احتياطي نقدي وما يكافئه، في حين تبلغ قيمتها السوقية حوالي 630 مليار دولار.
- موقع فيسبوكFacebook الذي يجمع في الوقت حالياً مليار مستخدم يومياً، وهذا رقم من الصعوبة بمكان تخيله.
-غوغل Google التي تبلغ قيمتها ما مقداره 450 مليار دولار تقريباً، وتملك 70 مليار دولار نقداً.
- شركة اوبر Uber التي تبلغ قيمتها 50 مليار دولار.
- شركة Airbnb التي تُعيد تقديم خدمات السفر والإقامة.
- شركة انتل Intel التي بدأت تنتقل إلى سوق انترنت الأشياء العالمي.
- سامسونج الكورية الجنوبية التي افتتحت مؤخراً مركزاً عملاقاً للتطوير والتحديث في قلب وادي السيليكون.
وفي سيليكون فالي تعمل غوغل وفيسبوك علىأن يبقى عالمنا متصلاً ببعضه البعض ، في حين أن نيتفليكس تعيد صياغة كيفية قضاءاوقات التسلية للملايين من البشر.
في وادي السيليكون ستجد أكثر مجالات التقنية تقدماً:
1 -التكنولوجيا المالية، وهي من الأعمال التجارية التي تقوم على استخدام البرمجيات لتوفير الخدمات المالية. وتجدر الإشارة إلى أن شركات التكنولوجيا المالية في عمومها هي شركات ناشئة تم تأسيسها لغرض إخلال أو تعطيل النظم المالية والشركات التي لا تعتمد في عملها على البرمجيات والتقنيات الحديثة.
2 - التكنولوجيا البيولوجية، والتي تتمثل في استعمال الأنظمة الحية والكائنات الحية من أجل تطوير المنتجات أو صناعتها، أو "أي استعمال تكنولوجي يستخدم الأنظمة البيولوجية أو الكائنات الحية أو ما هو مشتق منها في سبيل صناعة المنتجات أو تعديلها أو معالجتها لغرض أي استعمال معين".
ولا يعود نجاح وادي السيليكون إلى التنوع الثقافي أو العرقي أو إلى أي تأثير آخر، بل إلى الروعة والعمل الدؤوب والجاد والمخاطر والأفكار العملاقة والأموال المستثمرة.
لكن من أجل أن يتحقق حلم من يتمنى أن يصبح جزءاً من وادي السيلكون، فإنه يتعين عليه أن يتبع مسار الملايين الذين ساروا قبله، والذين جعلوا النجاح في المدرسة والتفوق في الجامعة أولوية بالنسبة لهم، وقد حضروا صفوف العلوم والرياضيات بشغف، وتابعوا أهم ما يستجد في العالم من اكتشافات وتطور تكنولوجي بشكل منتظم، وركزوا على تعلم اللغة الانجليزية والعلوم السياسية والعلوم الإنسانية، كما بذلوا جهوداً مضاعفة حتى يتقنوا برمجة الحاسوب ويتعلموا الهندسة والكيمياء، وهي مواد صعبة تتطلب كثيراً من العمل الدؤوب والصبر.
وعقب ذلك غادروا منازلهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم وانتقلوا إلى وادي السيليكون،وهناك عملوا بجد وسهروا لأوقات متأخرة، ولم يضيعوا وقتهم في التدوين على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يسمحوا لمهاراتهم أن تتلاشى أو تضمر، ولم يلوموا غيرهم عندما لم يسير كل شيء كما كانوا يتمنون.
لقد جاؤوا من كافة أصقاع العالم، من الهند والصين واليابان والبرازيل وكندا ونيجيريا وباكستان وروسيا والنرويج ومصر والأردن والسعودية والمغرب وجنوب أفريقيا ، لقد جاؤوا إلى وادي السيليكون ليعملوا وليبتكروا ولينجحوا نجاحاً باهراً، وقد استحقوا هذا النجاح بجدارتهم وكفاءتهم،وهذا ما يجعل وادي السيلكون واحة عالمية للتنوع والإبداع والابتكار.
وبالطبع لم ينشأ جهاز الآيفون بسبب التنوع الثقافي وحده، ولا حتى غوغل أو فيسبوك أو رقاقة الكمبيوتر أو الشاشة العاملة باللمس، بل نشأ ذلك كله بسبب مجموعة صغيرة من الناس أصحاب الذكاء الفائق، والذين عملوا بجد في سبيل ابتكار شيء أفضل مما هو موجود حالياً.
وادي السيليكون لا يخلق العظمة فحسب، بل يحتمل أنه المنطقة القائمة الوحيدة في العالم التي تعتمد في نجاحها على الجدارة والكفاءة رفيعة المستوى ، وهي ليست مجرد أي مكان في أمريكا بل هي معقل كل من هو جدير بالنجاح بسبب قدرته على المشاركة وعلى الإمكانيات الفكريةالمميزة والقدرات العقلية المتفوقة.
إن من يرغب بالانضمام إلى هذه البيئة، يجب عليه أن يجلب شهادته في علوم الحاسوب، او شهادته في الهندسة، مع مجموعة من إنجازاته المميزة في مجال تخصصه ، ولكن الأهم من ذلك أن يكون مستعداً للتضحية "بالمتعة" في سبيل ساعات طويلة وطويلة جداً من العمل الدؤوب والجاد، لأنها من أسس النجاح في وادي السيليكون.