لماذا تتنافس الدول على إنشاء أجهزة الحاسوب الفائقة؟
من يسيطر على مستقبل الحوسبة، يمتلك العالم، شركات التكنولوجيا تعرف ذلك، الدول أيضاً تعرف ذلك. وهذا هو السبب في أن تلك الأطراف التي تهدف إلى امتلاك أكبر بصمة في عالمنا المستقبلي في سباق محموم لإنشاء حواسيب فائقة قوية.
من يفوز؟ وكيف يُمكن لجميع هذه الاستثمارات في مجال الحوسبة أن تؤتي ثمارها؟ قبل أن نسبر غمار هذه الأسئلة، دعونا نلخص حالة الحاسوب العملاق الحديث.
- منظور الحاسوب الفائق :
تمامًا كما في الماضي، وسطياً يعد الحاسوب العملاق اليوم بمثابة آلة ضخمة، يمكن مقارنتها بحجم موقف سيارات يتسع من 40 الى 50 سيارة، ويمكنه احتساب حلول لمشاريع في يوم مقارنة بآلاف السنين التي قد يستغرقها الحاسوب الشخصي.
وتتنافس الحواسيب الفائقة اليوم على نطاق بتافلوب:
1 كيلوبايت = 1.000 بت
1 ميغابت = 1.000 كيلوبايت
1 جيجابت = 1.000 ميجابت
1 تيرابت = 1.000 جيجابت
1 بيتابت = 1.000 تيرا بايت
لترجمة المصطلحات التي ستقرأها أدناه، اعلم أن "البت" هو وحدة لقياس البيانات. "البايت" هي وحدة قياس لتخزين المعلومات الرقمية. أخيرًا ، يشير مصطلح "فلوب - Flop" إلى عمليات الفاصلة العائمة في الثانية ويقيس سرعة الحساب. تُمكن عمليات الفاصلة العائمة من احتساب أرقام طويلة جدًا، وقدرة حيوية لمجموعة متنوعة من المجالات العلمية والهندسية، ووظيفة مصممة خصيصًا لأجهزة الحاسوب الفائقة. لهذا السبب، عند الحديث عن أجهزة الحاسوب الفائقة، يستخدم هذا المجال مصطلح "فلوب".
- من الذي يتحكم في أجهزة الحاسوب الفائقة الأفضل في العالم؟
عندما يتعلق الأمر بالمعركة من أجل السيطرة في مجال الحواسيب الفائقة، فإن الدول الرائدة هي الولايات المتحدة والصين واليابان ودول الاتحاد الأوروبي:
(1)AI Bridging Cloud | اليابان | 130 بتافلوبpetaflops
(2) Sunway TaihuLight | الصين | 93 بتافلوبpetaflops
(3) Tianhe-2 | الصين | 34 بتافلوبpetaflops
(4) SuperMUC-NG | ألمانيا | 27 بتافلوبpetaflops
(5) Piz Daint | سويسرا | 20 بتافلوبpetaflops
(6) Gyoukou | اليابان | 19 بتافلوبpetaflops
(7) Titan | الولايات المتحدة | 18 بتافلوبpetaflops
(8) Sequoia | الولايات المتحدة | 17 بتافلوبpetaflops
(9) Trinity | الولايات المتحدة | 14 بتافلوبpetaflops
(10) Cori | الولايات المتحدة | 14 بتافلوبpetaflops
وعلى الرغم من أن احتلال مكانة ضمن العشر الأوائل يُعد أمراً مميزاً، إلا أن الأهمية الحقيقية تكمن في حصة البلد من موارد الحوسبة الفائقة في العالم، وهنا تربعت دولة واحدة على عرش الصدارة وهي الصين.
- لماذا تتنافس الدول على السيادة في أجهزة الحاسوب العملاق؟
استنادا إلى تصنيف العام 2018 تُعد الصين موطن 202 من أسرع 500 جهاز حاسوب عملاق في العالم (40٪)، بينما تسيطر أمريكا على 144 (29٪). ولكن الأرقام تعني أقل مما يمكن لأي دولة الاستفادة من نطاق الحوسبة، وهنا أيضاً تملك الصين اليد الطولى في ذلك؛ فضلاً عن امتلاك اثنين من أفضل ثلاثة حواسيب فائقة، وتحظى الصين أيضاً بنسبة 35% في المائة من استطاعة الحوسبة الفائقة في العالم، مقارنة بنسبة 30% في المائة في الولايات المتحدة.
في هذه المرحلة، السؤال الطبيعي الذي يتراود للأذهان، من يهتم بهذا الأمر؟ لماذا تتنافس الدول على بناء الحواسيب الفائقة الأسرع؟
الجواب هو أن أجهزة الحاسوب الفائقة تعد أداة تمكين. فهي تسمح للعلماء والمهندسين في أي دولة من مواصلة إحراز تقدم مطرد (وأحيانًا قفزات عملاقة نحو المستقبل) في مجالات مثل البيولوجيا والتنبؤ بالطقس والفيزياء الفلكية والأسلحة النووية وغيرها.
بمعنى آخر، تُمكن أجهزة الحاسوب الفائقة القطاع الخاص في بلد ما من تقديم عروض أكثر ربحية وتمكن القطاع العام من العمل بكفاءة أكبر. على مدار عقود من الزمن، يُمكن أن تؤدي هذه التطورات التمكينية لأجهزة الحاسوب الفائقة إلى تغيير مكانة البلد الاقتصادية والعسكرية والجيوسياسية إلى حد كبير.
وباختصار ، فإن الدولة التي تتحكم بالحصة الأكبر من استطاعة الحوسبة الفائقة هي الدولة التي ستمتلك المستقبل.