كيف تربي أطفالاً أصحاء
قد يبدو للبعض أن تربية طفل بصحة جيدة هو أمر سهل وطبيعي وان الحفاظ على صحة الطفل ليست بالمهمة الشاقة ، ولكن ما لايدركه الكثير من الأهل هذه الأيام أن المنافسة بين الطعام الصحي والأطعمة غير الصحية على أشدها خاصة وأن الأخيرة أي الأطعمة غير الصحية مغرية للأطفال أكثر من الطعام الصحي الذي يتم تحضيره في البيت .
وتقول تارا لاروي، البروفيسورة والعالمة المساعدة في قسم الطب العائلي لدى جامعة وسكونسن ماديسون، أن للبيئة المحيطة دوراً كبيراً في تشجيع العادات غير الصحية ، وتضيف أن هناك ثلاث قواعد لتشجيع الأطفال على تناول الطعام الصحي الذي يتم إعداده في المنزل وهي :
-أن يكون تناول الطعام أمراً عائلياً.
-أن يشارك أفراد العائلة بتناول الطعام كأن يجلسوا معاً لتناول الإفطار.
-أن يكون تناول الوجبات أمراً بسيطاً وسهلاً .
وتضيف:( يلعب الأهل دوراً رئيسياً في خيارات وسلوك أطفالهم، وأن التغذية الجيدة والتمارين الرياضية لمدة (60) دقيقة تحميان الأطفال من البدانة ومرض السكري والإصابة بأمراض مزمنة في مراحل حياتهم لاحقاً ) .
وفيما يلي تسعة أفكار لمساعدة الأهل وأطفالهم على جعل التمارين الرياضية والتغذية الجيدة جزءاً من حياة الأسرة اليومية.
1- ممارسة ألعاب نشيطة:
قد تبدو ساعة واحدة من التمارين الرياضية يومياً فترة طويلة، ولكن يمكن لهذه الدقائق الستين أن تتم على دفعات قصيرة خلال النهار. وهاهي بعض الاقتراحات لنشاطات يمكنك ممارستها مع طفلك:
- ممارسة لعبة الدغدغة.
- ممارسة كرة القدم أو رمي والتقاط الكرة.
- تبادل رمي بالون في الهواء.
- نفخ فقاعات وملاحقتها من قبل الطفل.
-النزهة على الأقدام سوياً.
2- تحفيز الطفل:
يشجع الأهل النشاطات الرياضية لأطفالهم بطرق مختلفة. الأمر الهام هو أن يعرف الطفل مدى تقديرهم واهتمامهم وذلك من خلال:
- الخروج بنزهات عائلية.
- تسجيل الطفل في نشاطات رياضية ومساعدته للذهاب إلى التدريب وتشجيعه في المباريات.
- التأكد من ارتداء الطفل للملابس المناسبة لأحوال الطقس. يمكن للأطفال أن يلعبوا خارج المنزل في معظم الأحوال الجوية إذا كانوا يرتدون الثياب الملائمة لذلك، ويتناولون قدراً كافياً من الماء.
3- استبدال فترة الجلوس أمام الشاشة بفترة نشاطات:
يستهلك الجلوس أمام الشاشة ومشاهدة برامج التلفاز ساعات عديدة يمكن للطفل أن يقضيها في ممارسة نشاطات أخرى. كما أن إعلانات الطعام تمطره بوابل من صور الأطعمة غير الصحية والمغرية، ونصيحتنا :
-الانتباه للفترة التي يقضيها الطفل أمام الشاشة.
- أخراج جهاز التلفاز والحاسوب من غرفة الطفل وضعهما في مكان علني بحيث يمكن مراقبة فترة الوقت التي يقضيها الطفل مسمراً أمامهما.
- وضع حدود يومية أو أسبوعية لفترة مشاهدة التلفاز والالتزام بها.
وتقترح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال مدة لا تزيد عن ساعتين لمشاهدة التلفاز يومياً للأطفال من عمر السنتين فما فوق.
- التخطيط لنشاطات تحل محل مشاهدة التلفاز.
4- التخطيط لوجبات صحية:
إذا كانت الوجبات السريعة من العناصر الرئيسية في المنزل بسبب ظروف عمل الأهل ، فإنه من الضروري الانتباه إلى أن الأطعمة الصحية لن تظهر على المائدة بشكل سحري، ولكن إعداد الوجبة الصحية لا يتطلب البقاء في المطبخ طويلاً، إذ يمكن بالقليل من العمل الأساسي التخطيط لما يلي:
- شراء الطعام الصحي والمناسب.
- يمكن للفاكهة والخضار المجمدة إغناء الوجبة العائلية صحياً بقليل من الجهد.
- يمكن لعلبة من الفاصولياء بمحتوى قليل من الصوديوم أن تضيف البروتين إلى الوجبة بدقيقة.
- تحضير الوجبات التي يستغرق إعدادها مدة نصف ساعة أو أقل لوجبة العشاء خلال الأسبوع.
- تحضيربعض الوجبات الصحية في عطلة نهاية الأسبوع ثم وضعها في الثلاجة وتناولها فيما بعد.
5- جعل التغذية موضوعاً مسلياً:
هناك العديد من الأسباب لإشراك الطفل في تحضير وصنع الوجبات الصحية. يحب الأطفال تناول ما ساعدوا في صنعه وقد يتعلمون من خلال ذلك حول مصادر الطعام. يمكن القيام سوية ببعض الأعمال كالتالية:
- زراعة الحديقة وتناول ثمارها .
- قطف ثمار التفاح أو التوت وصنع وجبة خفيفة.
- استخدام قطاعات البسكويت لصنع أشكال مسلية من الأطعمة.
- استخدام الفواكه والخضار لتحضير وجبات ذات ألوان متنوعة وطريفة.
- ترتيب البروكولي على شكل غابة.
6- الاستبدال التدريجي للأطعمة غير الصحية:
ليس من الضروري أن يتم قلب حياة الأطفال او المطبخ رأساً على عقب من أجل الحصول على الوجبات الصحية . يمكن البدء بتغييرات قليلة وبسيطة ومن ثم التأسيس عليها.
- الطهي بزيت الزيتون بدلاً من الزبدة.
- استبدال الأرز الأبيض بالأرز البني.
- استبعاد الحبوب ذات المحتوى العالي من السكر، وجلب أصناف بمحتوى أقل من السكر.
- تقديم الماء على المائدة، والحليب قليل الدسم أو مقادير صغيرة من العصير بدلاً من المشروبات الغازية.
- إضافة الخضار المهروسة إلى صلصة المعكرونة بدلاً من الجبن.
7- تغيير عادات الطعام:
إن منظر أو رائحة الطعام الشهي يمكن أن تدفع الى الإحساس بالجوع والإندفاع نحو الثلاجة لتناول الحلويات او المثلجات ، ليس من الضروري الإقلاع إلى الأبد عن تناول الحلويات والمثلجات، ولكن لا يجب أن تصبح أيضاً شيئاً أساسياً كل يوم. إن بعض التغيير في عادات الطعام يمكن أن يساعدك في إغلاق الباب أمام الخيارات الملحة غير الصحية.
- وضع الوجبات الخفيفة ذات المحتوى العالي من السكر أو الدهون في مكان يصعب مشاهدتها فيه أو الوصول إليها.
- استبدل وعاء البسكويت بطبق من الفاكهة الطازجة.
- تقديم الوجبات في أطباق صغيرة لأجل تحديد الحصص.
- إبعاد أطباق التقديم عن مائدة العشاء. وإذا رغب أحد بطبق ثانٍ يمكنه إحضاره بنفسه.
8- إبقاء أسعار التغذية ضمن الميزانية:
ليس من الضروري أن تكون الوجبة الصحية باهظة الثمن. هناك عدة أصناف زهيدة ولا يستغرق إعدادها وقتاً طويلاً:
- العدس و الفاصولياء.
- الأطعمة المعلبة طالما أنها لا تحتوي على مقادير كبيرة من الصوديوم.
- سمك السلمون المعلب يحتوي على فوائد مماثلة للسمك الطازج وبكلفة أقل بكثير.
- الفاكهة والخضار المجمدة يمكنك تخزينها دون القلق من احتمال فسادها.
- الفاكهة والخضار الموسمية والمحلية إذ أنها تكون أقل كلفة.
9- يجب أن يكون الأهل مثالاً يحتذى لتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة:
بالنسبة للكثير من العائلات، فإن المعيار هو عدم الحركة والعيش على حمية من السكريات والدهون. قد تكون بعض العادات الصحية أو القليل منها موجودة لدى العائلة، ولكن مهما كان الوضع الحاضر، لن يكون الوقت متأخراً للقيام ببعض الالتزامات العائلية للتغيرات الصحية. يمكن للأهل أن يجعلوا العادات الصحية من الأولويات، ومواصلة الحديث الإيجابي وإشراك أطفالهم في النقاش والحوار.
قد لا يتفاعل الأطفال بشكل جيد في البداية، ولكن يجب على الأهل أن يكونوا على ثقة بان تصرفاتهم تعني الكثير. يجب إدخال المأكولات المغذية والرياضة إلى حياة العائلة ومواصلة الحديث عن الفوائد الإيجابية لذلك. وفي النهاية يتبع معظم الأطفال ما يفعله أولياؤهم.