في عام 2015 خيال علمي سيصبح حقيقة وأمنيات إنسانية كبرى لم يكتب لها النجاح
1. الحقيقة الافتراضية ستعود من جديد
تُمكن التحسينات الهائلة في قوة المعالجة (المتضاعفة كل 18 شهراً) من خلق صور نابضة بالحياة وبيئات ثلاثية الأبعاد مشابهة لحد بعيد نظيرتها الحقيقية. وفي الوقت نفسه ، يؤدي هذا تطوير النطاق العريض Broadband إلى فتح آفاق جديدة فيالالفضاء الافتراضي، مما يسمح بتطوير شبكة Web 3.0 وهي الجيل القادم من الإنترنت.
يترافق هذا التطور مع ظهور ما سيعرف لاحقاً بالأجهزة الشخصية( on-person hardware ) والتي ستؤدي الى أن يصبح الواقع الافتراضي أكثر أهمية ركناً هاماً من أركان العمل والمتعة والتعليم والتدريب، في حين كانت ضرباً من ضروب الاحتيال في العام 1980، وستكون هذه المحتويات المرسومة في بيئات ثلاثية الأبعاد هي من صنع المستخدم بالتعاون مع مجتمعات عبر الشبكة لغرض مشاركة وتبادل الأجسام والأبنية والأشكال الافتراضية وغيرها ، حيث ستؤدي إلى إيجاد واجهة تشبه حلقة مفرغة دائرية، مما يسمح للاعبين للتحرك بحرية وبشكل طبيعي في كل الاتجاهات.
2. جيل جديد من حاملات الطائرة ذات التقنية العالية
يُطلق في هذا العام الجيل الأول الجديد من حاملات الطائرات الأمريكية، وستحل الحاملة Gerald R. Ford-class محل الحاملة المعمرة Nimitz-class التي كانت في الخدمة منذ العام 1975. هذه الفئة الجديدة من السفن تتضمن تحسينات رئيسية مقارنة بسابقاتها. وهي تتضمن عمليات مؤتمتة أكثر وأنظمة إطلاق الكترومغناطيسية للطائرة لاستبدال آلات البخار السابقة، وسرية متزايدة، ونوع جديد لمفاعل نووي لاستهلاك طاقة أمثل ورادار عالي التقنية وجهاز للتحكم بالطيران، إضافةً إلى القدرة على حمل المقاتلة النفاثة F-35 Lightning II. حيث سيتم تشغيل عشرة حاملات بالكامل بتكلفة وقدرها 14 بليون دولار لكل واحدة منها (بما في ذلك البحث والتطوير). وستطلق السفينة الأخيرة والعاشرة بحلول العام 2040.
3. أجهزة المسح الحيوية الشخصية للتعاملات المصرفية عبر شبكة الإنترنت
ستقدم المملكة المتحدة في العام 2015 تقنية التصديق عبر وريد الاصبع (VeinID) لتحسين الأمان في التعاملات المصرفية، حيث ستُقدم هذه الأجهزة أولاً إلى الشركات، ولكنها ستكون متاحة بعد ذلك مباشرةً للعملاء العاديين. وقد استعملت بعض الدول الاخرى هذا النوع من المسح الحيوي الشخصي في بعض البنوك المعينة وآلات الصراف الآلي، لكن المملكة المتحدة ستكون الأولى التي توفر هذه التقنية للاستخدام في المنازل والمكاتب البعيدة حول العالم.
وستحل هذه التقنية بدلاً عن البطاقات الإلكترونية والتوثيق عبر الرموز PIN وكلها لم تعد ضرورية بعد الآن، حيث أن إدراك الهوية عن طريق الوريد أكثر سرعة ودقة ومصداقية . ومن المستحيل من الناحية العملية تزويرها أو استنساخها، فضلاً عن أنها أكثر دقة من هوية بصمة اليد، ويجب أن يكون الإصبع مرتبطاً بجسم إنسان حي من أجل مسح الأوردة الموجودة في الإصبع. وتستغرق العملية ثانيتين باستعمال شاشات الأشعة الحمراء (NIR) LED وجهاز استشعار كاميرا أحادي اللون CCD لجعل الخضاب الأحمر الموجود في الدم (هيموغلوبين) يمتص ضوء NIR عندها تظهر الأوردة بألوان قاتمة. ولن يتم الاحتفاظ بأي سجل عام لأنه سيتم تخزين بصمة المستخدم على بطاقات SIM الخاصة بهم.
4. دخول رقائق نانومتر 10 عمليات الإنتاج الضخمة
أطلقت انتل العنان للجيل القادم من تقنية المعالجات الدقيقة والتي تتمتع بأجهزة ترانزستور تستعمل عملية تصنيع نانومتر 10، حيث يُمكن تعبئة أكثر من 10 بليون ترانزستور في رقاقة واحدة فقط. وسيصطدم قانون موور بجدار كبير بما أن تأثيرات القنوات الكمية ستبدأ بخفض أداء الرقاقة. وستصل الدارات المدمجة التقليدية حدها مع بداية العام 2020، حيث سيحل نموذج جديد على شكل دارات "مكدسة" ثلاثية الأبعاد مصنعة من أنابيب النانو الكربونية والجرافين ومواد جديدة أخرى.
5. إطلاق نموذج القرص المدمج الأرشيفي
يشهد هذا العام إطلاق نموذج قرص مرئي جديد تصل مساحته إلى 300 جيجا بايت، حيث ستعمل سوني وبانوسونيك على تطويره. وعلى سبيل المقارنة، يمكن لأقراص بلو ريز ثنائية الطبقة أن تخزن لمساحات تصل إلى 50 جيجا بايت. ومن اسمه "القرص الأرشيفي" يستهدف القرص أولاً مجالات معينة مثل السينما الرقمية (لتخزين فيديو بدقة 4ك/2160 ب) وأجهزة البث الإذاعي ومراكز المعالجة السحابية التي تتعامل مع بيانات هائلة. ويمكن أن تتحمل هذه الأقراص تغيرات درجة الحرارة والرطوبة بالإضافة إلى الغبار والمياه، مما يضمن قابلية القراءة لمدة 50 سنة على الأقل. وستصل الإصدارات المستقبلية إلى 500 جيجا بايت و واحد 1 تيرا بايت.
كما سيكون من الممكن الحصول على وسائط تخزين أكثر كثافة باستعمال الأنظمة الجزيئية ثلاثية الأبعاد لكي تكون قادرة على قراءة/ كتابة البيانات على شكل ثلاثي الأبعاد. وقد كانت التقنية المعروفة باسم القرص المتعدد الاستعمالات الثلاثي الأبعاد (HVD) هي السائدة في العقد الماضي باستعمال معايير نشرت في العام 2007. وقد تم الإعلان عن مواعيد للإصدار لكنها جميعها قد تم تخطيها. لكن هذا النموذج سيصعد على السطح مرة أخرى خلال عام 2015 سيما أن متطلبات التخزين تنمو نمواً سريعاً.
6. وصول مركبة "دون" إلى كويكب سيريس
"دون" عبارة عن مركبة فضاء بقيادة روبوت آلي أرسلتها ناسا في مهمة إلى حلقة الكويكبات، وستصل كويكب فيستا في العام 2011 قبل الالتقاء بكوكب القزم، سيريس، في العام 2015.
يُعد كويكب سيريس وفيستا أكبر كويكبين في حلقة الكويكبات، وتبلغ أقطارها 950 و 530 كم على التوالي. وتُعد مركبة "دون" الأولى التي أنيطت بها مهمة دراستهما والتقاط الصور لهما ضمن نطاق ضيق. وقد تشكل الكويكبين في مرحلة مبكرة من تاريخ نظام المجموعة الشمسية، لذا فهما يحتفظان بسجل حافل من الأحداث والعمليات منذ تشكل الكواكب الأرضية.
وتُعد مركبة "دون" مبتكرة أيضاً لأنها ستصبح أول مركبة فضائية تدخل المدار المحيط بجسم الكويكب سيريس ثم دراسته ثم مباشرةً مهمة أخرى وهي الطيران إلى هدف ثاني. وقد انطوت جميع الرحلات السابقة المتعددة الأهداف (مثل برنامج الرحال Voyager) على رحلات سيارة سريعة.
7. الإعلان الأول على سطح القمر
في العام 2015 ستصبح شركة اوستوكا فارماكيوتيكال وهي شركة لصناعة مشروبات يابانية أول شركة تقوم بتنفيذ إعلان تجاري على سطح القمر.
وسيكون هذا الحدث أحد أكثر الأحداث إثارة للعامة خلال عام 2015 ، حيث ستعلن الشركة عن ان عبوة من مشروبها الغازي المشهور "بكواري سويت" سيتم إرساله في رحلة مسافتها 236.000 ميل الى القمر وذلك بالتعاون مع شركة استربوتيك تكنولوجي، وهي شركة فضاء خاصة تستخدم صاروخ فالكون 9 الذي ستقدمه شركة "سبيس اكس".
وقد تم تصميم العبوة خصيصاً لهذه الرحلة على شكل كبسولة وهي مصنوعة من التيتانيوم وقادرة على تحمل التغيرات في درجة الحرارة من 170 درجة تحت الصفر في المساء إلى 110 درجة تحت الصفر في النهار. أما المشروب الموجود فيها فهو حالياً على شكل بودرة وسيتم حله في تاريخ لاحق بواسطة المياه التي سيتم الحصول عليها من القمر نفسه. كما تحتوي الكبسولة على أقراص مطبوعة بالليزر لرسائل لأطفال من جميع أنحاء آسيا.
8. عام 2015 موعد تحقيق أهداف التطوير الألفية
في العام 2000، حصل أكبر اجتماع لقادة العالم شهده التاريخ، حيث اجتمع 193 عضواً من أعضاء الأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة أهداف التطوير الألفية. كان هناك أهداف دولية ثمانية طموحة بخصوص الدول النامية، ومن المقرر أن يُنجز معظمها بحلول نهاية شهر ديسمبر من العام 2015.
• الهدف الأول: استئصال الفقر والمجاعة.
- بحلول العام 2015 سينخفض معدل الناس الذي يعيشون بدخل يقل عن 1 دولار يومياً إلى النصف.
- بحلول العام 2015 سينخفض معدل الناس الذي يعانون من المجاعة إلى النصف.
• الهدف الثاني: تحقيق التعليم الأساسي العالمي
- بحلول العام 2015، ضمان حصول الصبيان والفتيات على حد سواء على مقرر تدريسي كامل لمرحلة المدرسة الأساسية.
• الهدف الثالث: تعزيز مبدأ المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة
- بحلول العام 2015 إنهاء التميز الجنسي في التعليم الأساسي والثانوي وفي جميع مراحل التعليم .
• الهدف الرابع: خفض معدلات وفيات الأطفال
- بحلول العام 2015، خفض عدد وفيات الأطفال تحت سنة الخمسة أعوام بمعدل الثلثين.
• الهدف الخامس: تحسين صحة الأمهات
- بحلول العام 2015، خفض عدد وفيات النساء الناتجة عن مضاعفات الحمل والولادة بمعدل ثلاثة أرباع.
• الهدف السادس: محاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الملاريا والأمراض الأخرى.
- بحلول العام 2015، إيقاف انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة والبدء باحتوائه.
- بحلول العام 2015، إيقاف ظهور مرض الملاريا والأمراض الخطيرة الأخرى والبدء باحتوائها.
• الهدف السابع: ضمان الاستقرار البيئي
- عكس خسارة الموارد البيئية ، خاصة انه من المتوقع بحلول العام 2015، أن يفقد نصف السكان القدرة على الحصول على مياه شرب آمنة.
- بحلول العام 2020، تحقيق تحسين كبير في حياة 100 مليون شخص من قاطني الأحياء الفقيرة.
• الهدف الثامن: تطوير شراكة عالمية لغرض التطوير
- تلبية الاحتياجات الخاصة للدول المتطورة على الأقل والأمم المحاطة بمساحات مغلقة والدول النامية الواقعة على جزر صغيرة.
- التعامل بشكل كامل مع مشاكل ديون الدول النامية من خلال الإجراءات الوطنية والدولية من أجل جعل الديون قابلة للدفع على المدى الطويل الأجل.
- جعل فوائد التقنيات الجديدة سيما تقنيات المعلومات والتواصل متاحة بالتعاون مع القطاع الخاص.
وفي سبيل تسريع وتيرة التقدم تجاه تحقيق أهداف التطوير الألفية، اجتمع وزراء مالية مجموعة الثمانية في لندن في شهر يونيو عام 2005 وتوصلوا إلى اتفاقية تنص على توفير الأموال الكافية إلى البنك العالمي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي لشطب 55 بليون دولار من ديون الدول الفقيرة جداً، وذلك لتمكين الأمم الفقيرة من إعادة توجيه الأموال المدخرة من الدين الملغي ضمن قنوات لتغذية البرامج الاجتماعية في سبيل تحسين الوضع الصحي والتعليمي بغية القضاء على الفقر.
ولا يعتمد تحقيق أهداف التطوير الألفية بالضرورة على التنمية الاقتصادية وحدها والحلول الشاملة. وفي حالة هدف التنمية رقم 4، اثبتت بعض الدول النامية مثل بنغلادش بأنه كان من الممكن خفض وفيات الأطفال فقط بمعدل نمو متوسط وذلك عبر تدخلات غير مكلفة بيد أنها فعالة مثل تعزيز المناعة ضد مرض الحصبة. كما ظهر عدد من التقنيات الجديدة الهامة والمبتكرة أيضاً مثل مشروع الحاسوب المحمول بسعر 100 دولار، وجهاز تنقية المياه المحمول LifeSaver Bottle والهندسة الجينية للبعوض.
وبحلول العام 2010، حققت بعض الدول عدة أهداف في حين أن أخرى بينها لم تحظى بتحقيق أيّ منها. ومن بين الدول التي حققت قصص نجاح مبهرة الصين (حيث تراجع معدل فقر سكانها من 452 مليون إلى 278 مليون) والهند والبرازيل وتايلاند وفيتنام وكوبا وهندوراس ونيكاراجوا والاكوادور واثيوبيا.
بيد أن بعض مناطق صحارى أفريقيا فشلت في إنجاز أي تحسين ملموس في جودة الحياة لديها، ومن بينها انتشار المجاعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية على سبيل المثل، وهي ثاني أكبر دولة في أفريقيا، بحيث يعاني أكثر من نصف سكانها من المجاعة، في حين شهدت زمبابوي زيادة بنسبة 50% بالمائة في الفقر، في حين ارتفع معدل وفيات الأطفال في كينيا من 105 إلى 128 بين كل ألف طفل.
لذلك تضافرت الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الأهداف. وكان هناك تراجعات وخيبات أمل كبيرة، لكن في المجمل كان الانخفاض في الفقر وزيادة إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليم والتكنولوجيا والخدمات الضرورية الأخرى أمراً غير مسبوق في تاريخ كثير من الدول. ومن الملاحظات المميزة الانخفاض الحاد في عدد الإصابات بفيروس الإيدز، وقد حُددت مجموعة جديدة من الأهداف للعام 2016 – 2030.